دع الولد يتكلم !
علي التميمي
نظرة معمقة لمرحلة مهمة وحرجة ومفصلية يمر بها البلد، نجد أنه من الأولويات أيجاد مخرج للفشل الحاصل في بعض المؤسسات الحيوية، وهو النتيجة الطبيعية لسوء إدارتها، وغياب شبه تام للروح الوطنية في التعاملات اليومية لتلك المؤسسات، ومؤكد لا يمكن ان يتم ذلك دون العودة الى تجارب دول مرت بنفس المرحلة التي يعيشها البلد، عنوانها الأبرز هو حافة الانهيار، لذلك فأن بناء دولة قوية يحكمها الشعور بالمصير الواحد المشترك، بحاجة لمجتمع متحد أجتماعيا وأمنيا، قوي متطور شديد الثقة بنفسه فخور ببلده، مبني على أساس ديمقراطي تسوده الاخلاق والقيم والاحترام المتبادل .
الأهم في كل ذلك هو الاخلاص للوطن دون الألتفات لعرق معين أو فئة، وأن يكون بناء المجتمع يستند الى العلم، منتج قادر على الابتكار والابداع وغير مستهلك للتقنية فقط، وهو الطريق السليم لإنتشال المجتمع من الفقر والجهل ومحدودية الدخل وقلة فرص العمل، تجارب كثيرة وعلى مراحل أمتدت لسنوات طويلة، أثبتت نجاحها وأعادت دول الى مسارات صحيحة، محققة أقتصاد يفوق التصور ومفاجئ لكل من درس وأطلع على تلك التجارب، الامر ليس سهلا كما يتصوره البعض بل هو غاية بالصعوبة، واجهت أقتصاديات تلك الدول الكثير من العقبات والتحديات .
أول تلك التحديات هو حجم التدخلات الخارجية، بمساعدة بعض الجهات المهيمنة على مصدر القرار داخل البلد، أدى الى تفكيك النسيج الاجتماعي للتمكن من السيطرة على الاقتصاد وبقوة، كذلك هبوط كبير بمستوى التعليم أدى الى تفشي البطالة وإنتشارها، كذلك سيطرت بعض الجهات لمصادر مهمة تخرج منها قرارات مصيرية، دون الألتفات الى حجم الخراب الذي تخلفه وبالتالي سهولة الوصول الى حافة الانهيار، ومما يزيد من الواقع الاقتصادي المتردي هو الاقتراض، فهو بحد ذاته يمثل ربط مصير البلد وإقتصاده بيد الدول المانحة، وهو إحتلال مصغر ومشاركة واسعة بإدارة الكثير من المؤسسات بذريعة مساعدتها .
في أحد المراحل الدراسية وفي أحد المناهج تدرس قصة( دع الولد يتكلم )، وهي تتحدث عن ولد صغير يريد إخبار صاحب محل بأمر مهم، ولكن يجابه بالتوبيخ ظناً من الواقفين امام المحل بأنه يريد أن يسبقهم بالتسوق، وهو بهذا العمر لكن حكمة أحدهم جعل من صاحب المحل ان يمنحه فرصة للحديث عسى أن يكون الامر مهما، وفعلا وكما كان متوقعا فما كان منه إلا ان يخبره بسرقة المحل دون علم صاحبه، الذي إنهال عليه بعبارات سيئة لانه لم يخبره بما جرى متناسيا إعتراض كل الموجودين.
هذه القصة هي ذاتها من تتسيد المرحلة، فالذي يريد الحديث عن فساد أو سرقة يجابه بكل أنواع الرفض، وهو حال أحد الاشخاص الذي شاهد حادثة سرقة وهو يتحدث عن تفاصيلها، المخطط والمنفذ لها هو أحد الشخصيات المهمة ينتمي الى جهة متنفذة، حيث واجه نفس مصير ذلك الولد وتم إسكاته، لكن ما أعلن عنه بعد أيام وعلى جميع وسائل الاعلام بنشر تفاصيل الحادث، كان بالامكان كشف تلك السرقة قبل حدوثها، مشهد يتكرر وعلى أوسع نطاق، أدى الى أنتشار ثقافة عدم التدخل وترك الباب مفتوحا أمام أصحاب المصالح الشخصية، للسير بالبلد الى مصير مجهول لا تعرف حقيقته .
علي التميمي
نظرة معمقة لمرحلة مهمة وحرجة ومفصلية يمر بها البلد، نجد أنه من الأولويات أيجاد مخرج للفشل الحاصل في بعض المؤسسات الحيوية، وهو النتيجة الطبيعية لسوء إدارتها، وغياب شبه تام للروح الوطنية في التعاملات اليومية لتلك المؤسسات، ومؤكد لا يمكن ان يتم ذلك دون العودة الى تجارب دول مرت بنفس المرحلة التي يعيشها البلد، عنوانها الأبرز هو حافة الانهيار، لذلك فأن بناء دولة قوية يحكمها الشعور بالمصير الواحد المشترك، بحاجة لمجتمع متحد أجتماعيا وأمنيا، قوي متطور شديد الثقة بنفسه فخور ببلده، مبني على أساس ديمقراطي تسوده الاخلاق والقيم والاحترام المتبادل .
الأهم في كل ذلك هو الاخلاص للوطن دون الألتفات لعرق معين أو فئة، وأن يكون بناء المجتمع يستند الى العلم، منتج قادر على الابتكار والابداع وغير مستهلك للتقنية فقط، وهو الطريق السليم لإنتشال المجتمع من الفقر والجهل ومحدودية الدخل وقلة فرص العمل، تجارب كثيرة وعلى مراحل أمتدت لسنوات طويلة، أثبتت نجاحها وأعادت دول الى مسارات صحيحة، محققة أقتصاد يفوق التصور ومفاجئ لكل من درس وأطلع على تلك التجارب، الامر ليس سهلا كما يتصوره البعض بل هو غاية بالصعوبة، واجهت أقتصاديات تلك الدول الكثير من العقبات والتحديات .
أول تلك التحديات هو حجم التدخلات الخارجية، بمساعدة بعض الجهات المهيمنة على مصدر القرار داخل البلد، أدى الى تفكيك النسيج الاجتماعي للتمكن من السيطرة على الاقتصاد وبقوة، كذلك هبوط كبير بمستوى التعليم أدى الى تفشي البطالة وإنتشارها، كذلك سيطرت بعض الجهات لمصادر مهمة تخرج منها قرارات مصيرية، دون الألتفات الى حجم الخراب الذي تخلفه وبالتالي سهولة الوصول الى حافة الانهيار، ومما يزيد من الواقع الاقتصادي المتردي هو الاقتراض، فهو بحد ذاته يمثل ربط مصير البلد وإقتصاده بيد الدول المانحة، وهو إحتلال مصغر ومشاركة واسعة بإدارة الكثير من المؤسسات بذريعة مساعدتها .
في أحد المراحل الدراسية وفي أحد المناهج تدرس قصة( دع الولد يتكلم )، وهي تتحدث عن ولد صغير يريد إخبار صاحب محل بأمر مهم، ولكن يجابه بالتوبيخ ظناً من الواقفين امام المحل بأنه يريد أن يسبقهم بالتسوق، وهو بهذا العمر لكن حكمة أحدهم جعل من صاحب المحل ان يمنحه فرصة للحديث عسى أن يكون الامر مهما، وفعلا وكما كان متوقعا فما كان منه إلا ان يخبره بسرقة المحل دون علم صاحبه، الذي إنهال عليه بعبارات سيئة لانه لم يخبره بما جرى متناسيا إعتراض كل الموجودين.
هذه القصة هي ذاتها من تتسيد المرحلة، فالذي يريد الحديث عن فساد أو سرقة يجابه بكل أنواع الرفض، وهو حال أحد الاشخاص الذي شاهد حادثة سرقة وهو يتحدث عن تفاصيلها، المخطط والمنفذ لها هو أحد الشخصيات المهمة ينتمي الى جهة متنفذة، حيث واجه نفس مصير ذلك الولد وتم إسكاته، لكن ما أعلن عنه بعد أيام وعلى جميع وسائل الاعلام بنشر تفاصيل الحادث، كان بالامكان كشف تلك السرقة قبل حدوثها، مشهد يتكرر وعلى أوسع نطاق، أدى الى أنتشار ثقافة عدم التدخل وترك الباب مفتوحا أمام أصحاب المصالح الشخصية، للسير بالبلد الى مصير مجهول لا تعرف حقيقته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق