لمى محمد العبود
///عذراً أيتها الخنساء///
ما خلّد التاريخ صخراً أنَّهُ
أبلى بلاءَ الأُسْدِ بالأعداءِ
بل خلّدته بنظمها درراً على
مرّ السّنين قصائِدُ الخنساءِ
قد كان في الحرب الضروس غضنفراً
مقدامَ فذّاً مذهلاً للرائي
لكنّه ما كان فردا في الوغى
بل كان جوهرَ عِقدِها الوضّاءِ
وقصائد الخنساء قد نُظمت له
من ذا يجيد النظم كالخنساءِ
مكلومةٌ ما كان طبّ جراحها
إلا قصائدُ وقعُها كدواءِ
كالنائم الظامي يلاحق قطرةً
عبثاً يحاول بلغةً للماءِ
مهما أطال العوم في أنهارها
يبقى صديّاً ريُّهُ متناءِ
وكذاك حالي حين أذكر خُلتي
أهدي القصيدَ بداءلاً لبكائي
فأجود شعراً حين يخنقني النوى
والبينُ جامع ثُلَّةِ الأدواءِ
ما البينُ؟! إنّ البينَ أهون ماكرٍ
ما أسهل الأشواق للأحياءِ
فحنينُ دهرٍ منتهاهُ بضمّةٍ
وظما الليالِ برشفةٍ من ماءِ
أما فراق الموتِ من لا ينجلي
قبلَ اللّقاءِ بجنّةٍ غنّاءِ
حالي كحالك أي خُنيسُ وإنني
قد زِيد لي في كربتي وبلائي
فالغربة الخرقاء تهرق عنوةً
أيام عمري فرقةً وتنائي
و أعيش في بلدٍ أعاجمُ أهلُها
لا يفقهون بلاغة البلغاءِ
مهما بلغتُ من الفصاحة مبلغاً
لن يفهموا قولي ولا املائي
واخوكِ صخرٌ قد قضى بمعاركٍ
عادت على أهليكمُ ببناءِ
وأخي أنا قد فارقتني نفسه
أسفي عليه وثُلّةِ الشهداء
آلافُ آلافٍ قضوا لنحوبهم
أملاً بنصرٍ للهدى المعطاءِ
واحسرتي واحسرتاهُ جموعهم
كانت كعطر الزهر كالأضواءِ
من أجل وحدة أمةٍ قد جاهدوا
قد ناضلوا لم يبخلوا بدماءِ
بذلوا النفيس و أرخصوا أرواحهم
لرضى الإله ونصرة الضعفاء
لكن لتجّار الدماء مآربٌ
فتجمعوا من كامل الارجاءِ
وتقاسموا الأرض التي قد أُشبعتْ
من دمّنا المسفوح في الأنحاء
واليوم أشهد ذبحها يا ويحتي
وأرى استباحتها من الاعداءِ
وأرى بأني قد رضيت بحصتي
فأنا سأتبع تُرْكِيَا بولائي
وأقول حمدا للإله فإنني
قد نلت "أفضل" غاصبٍ بنّاءِ
يا ويح نفسي حين تفرح أنها
تنجو ويغرق طاقم الرفقاءِ
يا ويح نفسي يا خُنَيْسُ فبعد ذا
قد أرتضي بتناول الأشلاءِ
إني لأحسد من قضوا في بادئٍ
أهل الأجور لِيَهنَهُم بنقاءِ
خرجوا من الدنيا ولم يدروا بما
قد أفرزته عبادة الزعماءِ
أأزيد بيتاً للقصيد، صديقتي؟
أم أكتفي بالسرد للبلواءِ
اللهَ أرجو أن تكون زيادتي
في قابل الايام للسراءِ
لكن بربك لا تقولي أنني
أفسدتُ نظم قصائدِ الخنساءِ
فأنا لعمرك يا حزينة أعلمُ
ما يفعل الماضون بالأحياءِ
وأنا كمثلك قد نظمت لعزوتي
حين اصطُفي من عالم الشحناء
فأخوك صخرٌ كان مفخرةً لكم
وأخي أسامةُ كالأبِ المعطاءِ
🍃 🍃
18/09/2017
///عذراً أيتها الخنساء///
ما خلّد التاريخ صخراً أنَّهُ
أبلى بلاءَ الأُسْدِ بالأعداءِ
بل خلّدته بنظمها درراً على
مرّ السّنين قصائِدُ الخنساءِ
قد كان في الحرب الضروس غضنفراً
مقدامَ فذّاً مذهلاً للرائي
لكنّه ما كان فردا في الوغى
بل كان جوهرَ عِقدِها الوضّاءِ
وقصائد الخنساء قد نُظمت له
من ذا يجيد النظم كالخنساءِ
مكلومةٌ ما كان طبّ جراحها
إلا قصائدُ وقعُها كدواءِ
كالنائم الظامي يلاحق قطرةً
عبثاً يحاول بلغةً للماءِ
مهما أطال العوم في أنهارها
يبقى صديّاً ريُّهُ متناءِ
وكذاك حالي حين أذكر خُلتي
أهدي القصيدَ بداءلاً لبكائي
فأجود شعراً حين يخنقني النوى
والبينُ جامع ثُلَّةِ الأدواءِ
ما البينُ؟! إنّ البينَ أهون ماكرٍ
ما أسهل الأشواق للأحياءِ
فحنينُ دهرٍ منتهاهُ بضمّةٍ
وظما الليالِ برشفةٍ من ماءِ
أما فراق الموتِ من لا ينجلي
قبلَ اللّقاءِ بجنّةٍ غنّاءِ
حالي كحالك أي خُنيسُ وإنني
قد زِيد لي في كربتي وبلائي
فالغربة الخرقاء تهرق عنوةً
أيام عمري فرقةً وتنائي
و أعيش في بلدٍ أعاجمُ أهلُها
لا يفقهون بلاغة البلغاءِ
مهما بلغتُ من الفصاحة مبلغاً
لن يفهموا قولي ولا املائي
واخوكِ صخرٌ قد قضى بمعاركٍ
عادت على أهليكمُ ببناءِ
وأخي أنا قد فارقتني نفسه
أسفي عليه وثُلّةِ الشهداء
آلافُ آلافٍ قضوا لنحوبهم
أملاً بنصرٍ للهدى المعطاءِ
واحسرتي واحسرتاهُ جموعهم
كانت كعطر الزهر كالأضواءِ
من أجل وحدة أمةٍ قد جاهدوا
قد ناضلوا لم يبخلوا بدماءِ
بذلوا النفيس و أرخصوا أرواحهم
لرضى الإله ونصرة الضعفاء
لكن لتجّار الدماء مآربٌ
فتجمعوا من كامل الارجاءِ
وتقاسموا الأرض التي قد أُشبعتْ
من دمّنا المسفوح في الأنحاء
واليوم أشهد ذبحها يا ويحتي
وأرى استباحتها من الاعداءِ
وأرى بأني قد رضيت بحصتي
فأنا سأتبع تُرْكِيَا بولائي
وأقول حمدا للإله فإنني
قد نلت "أفضل" غاصبٍ بنّاءِ
يا ويح نفسي حين تفرح أنها
تنجو ويغرق طاقم الرفقاءِ
يا ويح نفسي يا خُنَيْسُ فبعد ذا
قد أرتضي بتناول الأشلاءِ
إني لأحسد من قضوا في بادئٍ
أهل الأجور لِيَهنَهُم بنقاءِ
خرجوا من الدنيا ولم يدروا بما
قد أفرزته عبادة الزعماءِ
أأزيد بيتاً للقصيد، صديقتي؟
أم أكتفي بالسرد للبلواءِ
اللهَ أرجو أن تكون زيادتي
في قابل الايام للسراءِ
لكن بربك لا تقولي أنني
أفسدتُ نظم قصائدِ الخنساءِ
فأنا لعمرك يا حزينة أعلمُ
ما يفعل الماضون بالأحياءِ
وأنا كمثلك قد نظمت لعزوتي
حين اصطُفي من عالم الشحناء
فأخوك صخرٌ كان مفخرةً لكم
وأخي أسامةُ كالأبِ المعطاءِ
🍃 🍃
18/09/2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق