( رثاء الأحياء )
حسان كريم
يا بلسمَ الجُرحِ الذي فيه شفائي
والجرحُ أنتِ وقسوةُ الأرزاءِ
قبلَ التلاقي كنتِ أنتِ رجائي
وأنيستي قبلَ الرحيلِ وسلوتي
وفقيدتي بعد الردى وشقائي
أنعاكِ في الأحياءِ فاستمعي لما
أُرثيك في المثوى ففيهِ عزائي
أبكيكِ أم أبكي مودتَنا وهل
يُجدي البكاءُ وحسرتي وبلائي
ما متّعَ الدهرُ الظعينُ بصاحبٍ
صاحبَهُ في مهلةِ النُزَلاءِ
فكأنهُ السمّ الزعاف شرابهُ
وكأننا الأموات في الأحياءِ
ما كان ظني تسبقيني في السُرى
أو في الثوى وعلى ثرى الحصْباءِ
يا حاملينَ النعشَ رفقاً بالتي
في النعشِ من إعثارةِ الرمضاءِ
ليتَ الزمانَ يطولُ فينا سرمداً
بدلَ الفراقِ ووحشةِ الغرباءِ
مرتْ بنا الدنيا كأطيافِ المسا
ء تحثنا لغيابة الغبراءِ
مليونُ عامٍ لو تمرُّ كأنها
لمح العيونِ وومضة الأنواءِ
ما العمرُ إلاّ موعداً للقائِنا
ما أطولَ الإظعانِ بعدَ لقاءِ
رُمنا من العيشِ القصيرِ سعادةً
فإذا بنا نسفُّ في الإسراءِ
سبقتكِ للأجداثِ كلُّ عظيمةٍ
محمولةٍ في الآلةِ الحدباءِ
لستِ ولسنا في الورى أزكى دمٍ
من مريم العذراءِ والزهراءِ
ماذا سأذكرُ فيكِ بعد اليوم إلا
طيبَ الحديثِ ومنطقَ العُقَلاءِ
لا ينفعُ الطبُ العظيمُ ولا الدوا
لمنيةٍ وتزاحمِ الأدواءِ
لا تُجدِ عند الموتِ أورادُ الدُعا
ء لظاعنٍ وشفاعةُ الشُفَعاءِ
فسلامُ قلبي للتي أحببْتها
رغمَ الأذى واللوعةِ الرعناءِ
يا سائرونَ على أديمِ صعيدِها
لا خيرَ في عيشٍ بدارِ فناءِ
حسان كريم
يا بلسمَ الجُرحِ الذي فيه شفائي
والجرحُ أنتِ وقسوةُ الأرزاءِ
قبلَ التلاقي كنتِ أنتِ رجائي
وأنيستي قبلَ الرحيلِ وسلوتي
وفقيدتي بعد الردى وشقائي
أنعاكِ في الأحياءِ فاستمعي لما
أُرثيك في المثوى ففيهِ عزائي
أبكيكِ أم أبكي مودتَنا وهل
يُجدي البكاءُ وحسرتي وبلائي
ما متّعَ الدهرُ الظعينُ بصاحبٍ
صاحبَهُ في مهلةِ النُزَلاءِ
فكأنهُ السمّ الزعاف شرابهُ
وكأننا الأموات في الأحياءِ
ما كان ظني تسبقيني في السُرى
أو في الثوى وعلى ثرى الحصْباءِ
يا حاملينَ النعشَ رفقاً بالتي
في النعشِ من إعثارةِ الرمضاءِ
ليتَ الزمانَ يطولُ فينا سرمداً
بدلَ الفراقِ ووحشةِ الغرباءِ
مرتْ بنا الدنيا كأطيافِ المسا
ء تحثنا لغيابة الغبراءِ
مليونُ عامٍ لو تمرُّ كأنها
لمح العيونِ وومضة الأنواءِ
ما العمرُ إلاّ موعداً للقائِنا
ما أطولَ الإظعانِ بعدَ لقاءِ
رُمنا من العيشِ القصيرِ سعادةً
فإذا بنا نسفُّ في الإسراءِ
سبقتكِ للأجداثِ كلُّ عظيمةٍ
محمولةٍ في الآلةِ الحدباءِ
لستِ ولسنا في الورى أزكى دمٍ
من مريم العذراءِ والزهراءِ
ماذا سأذكرُ فيكِ بعد اليوم إلا
طيبَ الحديثِ ومنطقَ العُقَلاءِ
لا ينفعُ الطبُ العظيمُ ولا الدوا
لمنيةٍ وتزاحمِ الأدواءِ
لا تُجدِ عند الموتِ أورادُ الدُعا
ء لظاعنٍ وشفاعةُ الشُفَعاءِ
فسلامُ قلبي للتي أحببْتها
رغمَ الأذى واللوعةِ الرعناءِ
يا سائرونَ على أديمِ صعيدِها
لا خيرَ في عيشٍ بدارِ فناءِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق