Translate

الأحد، 16 يونيو 2019

لمى العبود

لمى العبود


وأسرف في العتابِ اليومَ صحبي
ولاموا نسجيَ الأشواق شعرا

وقالوا احمدي الرحمن وارضيْ
وقرّي في بلاد الغربِ حِبرا

فليس بأرضنا غير المآسي
ولا لاحت لنا في الأفق بُشرى

أقلّي الشوق والآهاتِ رفقاً
وصيغي بالرضا للسعد جسرا

أما ترضينَ أن السقف يحمي
صغاراً، يلبسون الأمن سِترا

وما يكفيكِ أنّ الليل أنسٌ
ولا تخشين في الظلماء غدرا

وأن مدارساً فتحت ليأتي
لها الأطفالُ آمالاً وزهرا

ونحن نعيش بالويلات عمراً
  و يلتهمُ المماتُ الناسَ قسرا

فقلتُ ونابضي بالحزن يُكوى
وأنشبتِ المواجع فيه ظفرا

وأنشدتُ القصيد بكلّ حبٍّ
وقلتُ مقالةً بالنفس تَبرا:

خذوا من شِعريَ الغالي جمالاً
وذوقوا حُلوهُ وذروهُ مُرّا

أنا قد أنظم الأشعار حبّاً
بنظم  عيونها عشقا وسحرا

رضيت بربيّ الهادي دليلا
ولست بمنكرٍ للفضل جهرا

ولكنّ الحنين يفيض حيناً
فيلهبُ قلبيَ المسكين جمرا

وجُنّ بيَ الحنينُ جنونَ شيبٍ
برأسِ معمرٍ قد عاش دهرا

فلا يجدي لبُرء الجرح ملحٌ
ولا يكفي قرابُ الأرض صبرا

أنا أدري لقد شاخت بلادي
وشاخت ذكرياتِ الراحِ قهرا

وأعلم من بقي في الأرض يبكي
ضياع العمرِ اسفافا و عسرا

وقد أكلت عجاف الحرب سُمناً
وقطّعت المجازر منه أُصرا

أنا أدري وأدري يا رفاقي
سياط الغربةِ الحمقاء تترى

تُقطّع مهجة المشتاق حزناً
وتلهبُ ذكريات العمر قسرا

و أطفالي لهم في الأمنِ حظٌّ
ولكن يشتكونَ الحبّ فقرا

فلا حضنٌ لجدّتهم حنونٌ
يُبعثرُ جهلهم وينيرُ فكرا

ولا عمٌّ ولا جدٌّ حكيمٌ
ولا أصحابُ قد يتلون ذكرا

وما من جامعٍ في الحيّ حتى
به يلقونَ خير العلم عصرا

وليست تسمعُ الآذانُ صوتاً
ترفّعَ بالأذانِ اليوم فجرا

نزور مساجداً بَعُدتُ وقلّت
وننتظرُ التمكّن ذاكَ شهرا

ويفتقدُ الصغار ضجيج حيٍّ
وصحبةَ أهلهم بالحبِّ تُقرا

وإن أمرض فعائدتي خيالٌ
من الأخواتِ، أرجوهنّ نذرا

وتكبر طفلتي من غيرِ أهلٍ
وتأخذ من طباع الغرب يُسرا

ولا أدري إذا ما عدت يوما
بها للأهل هل تبكي مقرّا

وتنظم في بلاد الغرب شعراً
من الأشواقِ تنسج مستقرّا

أيا أهلي رضيتُ ولست أشكو
كلانا بالأسى قد نال ضُرّا

فحرب الغربةٍ الحمقاء وهنٌ
وعقبى صبركم ترجون أجرا

دعوني فلأبحُ ما شئت إني
أرى بالبوح إيناساً وفجرا



29/4 /2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق