Translate

الأحد، 23 يونيو 2019

رسالة إلى إمرأة مجهولة ٣٦ .. كريم خيري العجيمي

كريم خيري العجيمي

رسالة إلى امرأة مجهولة36..!!
.........................................


إلى تلك التي أخضرت في كف وصالها أحلام الصبا..
وذكريات الطفولة والصغر..!!
وأزهر بستان الخريف في جبينها ذهبا..
وأثمرت رعود الشتاء من دفئها شمسا..
وأنبتت ظلمة الليل في حضورها قمر..!!
وعلى طرف شفتيها تبرعمت فصول اللغة عشقا..
وكلام الهوى في ظلها أزهر..!!
وتمدنت القوافي وهجرت مواطن البدو..
ودخلت لأجلها حيز الحضر..!!
ولرحيلها..
بكى الليل والنجمات والأطيار والحجر..!!
في صحراء عينيك..
لازال يسافر الحرف سيدتي..
ينهكه الرحيل في غي زرقتها..
ويلتهم بقايا مداده السفر..!!
وما بقي من بعد ارتحال..
إلا الحزن والأوجاع..
والأصقاع والضجر..!!

وعلى ذمة الحلم..
أسافر في خيال قد استطالت زواياه في خافقي..
وملأت بنياني حد التخمة..
فارغة دواخلي إلا منك..
ومزدحم كلي بفراغ أعقبه الفراق..
حد اتساع المشرق والمغرب..
ولقاء على حد قولهم يبدو مستحيلا..
كلقاء الليل والنهار..
متوازيان أبدا..
وعلى قيد المستحيل..
رحت أزين في اصطباري لقلة حيلتي الصبر..!!
في ثوب خلق..
هو بقية مما أخلفت حربك من جثماني..
أحتسبه قربى..
أزفه إليك..
أبسط يد الليل وأقبض ما بقي من وجه النهار..
يقولون أن الليل أنيس الجرحي..
وطبيب أوجاعهم..
ودليل يقتفي بهم آثر الفلق..
والأمنيات محض نطفة في رحم عاقر..
لا ترقى يوما إلى العلق..
فمالي من الليل أشكو؟!..
ولست أدري على وجه اليقين هل هو الليل أشكوه؟!..
أم إلى حضرة الغسق أشكوني..
وجعبتي ملئى من فراغ يخلفه الغياب..
خواء"..
وعلى قيد المناجاة..
لا زلت أعزف آخر مقطوعة من أنين ذلك الناي..
وقد بح صوت عزفه وتمزقت أوتاره وهو يسامر ظمأي..
ووجه الوعود محض قيعة من سراب..
وكل تبر وإثمد عينيك مفارق حد الجفون تراب.. 
لا زلت أعقد زيجة الإنتظار..
أوصي له بما بقي مني..
من بعد ميراث له فيما كان وما يكون..
وهل تصح الوصية لوارث؟!..
في عرف العاشقين على حد قول العارفين صحيح..
أسكب الحرف..
من في سقاء أصله شغف رغم الغياب..
يمليه الوجع..
يكتبه الألم كاسات تحبو إلى الصحو ثملى..
مريضة بك حد الاحتضار..
لا تستفيق..
ويبقى حلمك الموغل رحيلا في اليبابات..
بقايا اشتياق..
يتسع مداه في شرياني قدر كون فسيح..
ليستبيح ممارسة طقوس العبث في خلاياي..
يوقظ يأسا من بعد طول موات..
وكأنما هو بعث بعد بلى..
يورق الليل في ضلوعي..
ذلك الأمل..
وأوراق النجوى تتصفح وجه زفراتي..
بحثا عن بقايا لهفة ظامئة..
وعلى قيد الوحدة تسافر الأنات..
تعبر نهر الظمأ عارية إلا من عواء الليل..
وآهات الثكالى..
ومجالس الشوق فارغة إلا من بقاياي..
وكلي بين سطور حكاياك أتوه..
ما عسى أحرفي الممزقة أن تقول عني؟!..
وكلي مني يفر ويهرب..
وخلف ستائر الغياب لا زال انتظاري يرقب ضوء الصبح في عناق النظرات..
فهل تأذن بوابات الغياب بعبور حلم الليل إلى فردوس النهار؟!..
هو سؤالي السادس والثلاثين إليك..
بعدما اغتالت براءة الحلم خطيئة العشق..
فهل من جواب؟!..
أم؟!..
........
بقلمي العابث..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق