Translate

الخميس، 20 يونيو 2019

رسالة إلى إمرأة مجهولة ٣٥ .. كريم خيري العجيمي

كريم خيري العجيمي

رسالة إلى امرأة مجهولة35..!!
............................................

دون دخول في لجة التفاصيل المؤلمة..
والأسباب الأشد ألما..!!
دون بحث عن أعذار كانت..
في غمرة الوغي عبثا..
وأضحت في عرف عشقنا عدما..!!
أنا يا سيدتي ما ذهبت في غي الهوى يوما..!!
أنا الذي ما اختار الحزن طواعية..!!
لكن أختاره الحزن أضحية..!!
وسرا وأحجية..!!
بها يسامر الجرحى..!!
ويسافر بها..
في عرض أضحوكة الفرحى..!!
ليعود بعدها إلى قلبي أنا وحدي..
منتشيا ومنتقما..!!
أنا يا سيدتي..
لا أدري..
أ أسكب الحرف من وجع؟!..
أم عنوة..
يسكب الحرف من حبري دما..!!
أنا يا سيدتي في شرع الحروف تعويذة..
يطلقها أبخرة ومعذرة يمضي بعدها قدما..!!
نحو الصبح في عبث..
مجنون كل ما انكتب..!!
مجنون كل ما حسب..!!
يمضي الليل أو لا..
سأمضي وحدي في درب..
أجمع كل ما انصرما..!!
أفرق كل ما جمعا..
ألملم بعضي كالحطب..
من درب فراقه حسما..!!
سأعود..
سأعود سيدتي من جدث..
أظن..
الظن على قيد..
أحسن حاله ربما..!!

إليك يا سيدتي..
وقد تبرعم نبت الخريف في بنياني..
واستطال سامقا حد السماء..
وقد تهاوى حصن الحروف على أرض..
حقيقتها زوال بكل ما عليها..
فكيف بحرف عابس من يومه الأول..
من عامه الأول..
ولد في زمن الجفاف..
بعد زوال الخصب من أرض الأبجدية..
ليعشق الوجع ويعيشه كل حين..
منذ سنين مضت..!!
وأحوال تبدلت وتمردت..!!
وأحلام يابسات كما السنابل في فصل الحصاد..
تبلدت وتبعثرت في الرياح العاصفات..
وتبددت..!!
أنا يا سيدتي ذلك الذي..
اعتصر سني السعادة في كأس الظمأ..
ليسقي عينيك شهد الرضا..
فأبت وتلاعبت..!!
وفي النهاية كذبت..!!
أنا يا سيدتي ذلك الذي أخضر الربيع في كفيه لأجل ابتسامة لهو..
بها يرتقي درج الفردوس..
ظنا كان ما اعتقدت..
وهما كان ما صدقت..
وهل يرتجى من شوك عنب..!!
وهل تستجدى المشاعر من..
ال..
عتب..!!
وما قسم والله..
قد قسما..!!
وما أمضى القلم في ظلك إلا سنوات عجاف..
يرتجي من بعدهن سعيا وحجا وطواف..
وعودة ذلك الغائب في غضون طرفة عين..
قد تكون ساعة..
أو بعض ساعة..
أو يوما أو بعض يوم..
ما أجدت الحساب يوما..
كأهل الكهف..
بعد غياب دام لثلاث مائة سنين ونيف..
قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم..
هو غياب يقضى في ظل ذاكرة معطلة..
وأطراف في وجع القيود مذللة..
وقلب توقف نبضه بعد رحيلك..
وطرف لا يغض عن النظر إثما كان أو قربى..
فما عاد يطيق صحبة الصبر جبرا..
وما عاد والله ذلك الصبر يطيق له صحبة..
أدرك الضجر حد الملالة..
حتى ضجرت منه الملالة ذاتها..
كيف لا ووقته خارج نطاق العمل..!!
وهو على ملة الصبح الذي لا يجئ..
كأنما كفر بشرع الإياب من بعد ليل طويل الدجى..
يمتهن حرفة الأمل..!!
ويحتطب في قفار صنعة سالكيها الغياب..
أخضر أهلها حطب..!!
وكل غض فيها قد أشاح بوجهه..
وندى أهلها يا سيدتي من الخشب..!!
ويبقى ذلك السؤال يجوب طرقات الذاكرة..
يستكشف المجهول..
تعلوه إمارات الدهشة..
هل من مثل هؤلاء يستجدى العتب..!!
متعب كلي..
وكلي في السؤال معذب..
هل كل ما كان يلمع في الليل..
إذا انجلى الظلام وأقبل وجه الصبح..
إذا فرض..
من الذهب..!!
يا للعجب..!!
أنا يا سيدتي ذلك الذي بعثر حروف اللغة..
وجمع من وجوه العابرين عينيك..
أنا يا سيدتي من خاض بسفن مكسرة لجج القوافي..
جاهلا كيف يكتب الحب..
وكيف يكون إذا كتب..!!
ليعود من الترحال مرات ومرات..
مبعثرا في علم السدى..
كل ما اكتسب..!!
أغبنا كان انتظاري واصطباري وانهياري..
واحتضاري؟!..
وأنا أحفظ طرقات الحروف التي لأجل عينيك أكتبها..!!
أغيا كانت كل العبرات التي لأجل لقياك أسكبها؟!..!!
أنا والله ذلك الذي لم يمتلك أرصدة تكفي من الحزن..
ليرضي غرورك..
غير ذلك القدر الضئيل جدا من الوجع..
الممتد من باطن الأرض السابعة..
وحتى منتهى علم البشر من السماء..
وعلى أغلب الظن أنها على التعداد سبعة..
لا عليك يا سيدتي..
فعلم الأحزان في عرف الورى متفاوت..
وأنا قد كان لي قصب السبق في إدراكه..
ليس طمعا مني..
ولكن خشية أن يدرك طرفك قدر مثقال ذرة منه..
أنا يا سيدتي لا أمتلك رصيدا كافيا من أبجدية تعبر عن الألم..
لكنني أمتلك ذلك القلب الذي يعرف كيف يتألم..
وكيف كان وقع أول وخزة ألم مع ذلك الخذلان الأول..
وأمتلك تلك الجوارح التي تئن وجعا..
منذ يومي الأول في حضرة هواك..
وحتى يوم ألقاك..
وعلى يقين أني لن ألقاك في هذه الحياة..
لا زال كل ما في يمارس الوجع..
ليس احترافا..
لكن جبرا..
وأيما جبر..
أنا يا سيدتي لست أملك ما يكفي من الحنين..
وأنا فقير معدم..
ولكنني أمتلك ذلك الخافق الذي يضخ دما..
لا زال يحملك منذ نبضه الأول..
منذ أن قال الرب كن..
إلى أن يشاء الله..
وأظنه يا سيدتي لا يرضي كبرياءك..
أنا يا سيدتي لا أملك حرفا في أبجدية يعبر عما يغتالني..
فما قتلت إلا فيك..
لكنني لا زلت أملك تلك الشفاة العاقر..
التي أبت منذ اليوم الأول لرحيلك أن تستبدل بك غيرك..
فلا زالت تتغنى بك وجعا..
فصار النداء على غائب لا يجيب كمثل شعوذات عراف باءت عرافته بالفشل..
وعلى يديك تعلمت حصاد سنابل الخيبة للمرة الاولى والأخيرة..
ليرصد القلم تاريخ الخيبة كله في عقدين من زمن..
هو زمن ذلك الإنتظار العاصي..
ويبقى السؤال الخامس بعد الثلاثين الأولى..
هل لعاص من توبة؟!..
لا لأجلي كان السؤال..
ولكن لأحمل انتظاري إلى مغتسل الطهر..
وأطيبه بحنوط أهل الجنان..
وأطبب الصبر..
بال..
صبر..
ولا عذر..
إنتهى..
..........
بقلمي العابث..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق