كريم خيري العجيمي
من كتاب رسائلي إليها..
...................................
وأنا على بوابة الرسالة الخامسة بعد الألف الثالثة..
لا زالت الأحرف تنزف من مداد الدم..
إليك أقول..
ما عدت أهتم بالأعداد..
ما عادت تشغلني..
لأنها لا تشكل فارقا بالنسبة لي..
فمن تنتقل حياته من حال إلى حال ..
هو من يهتم بالمتغيرات والأعداد..
أما أنا فحياتي تسير على وتيرة واحدة..
عفوا..تموت بنفس الطريقة كل يوم..
المهم ما عدت أذكر رقم هذه الرسالة في تعداد رسائلي إليك منذ رحيلك قبل خمسة عشر عاما..
فقد تعودت أن أكتب إليك كل يوم..
كما كنت أكتب إليك قبل سابق..
وأظن أن تعداد رسائلي إليك قد تجاوز ال 5000 رسالة..
فما انقطعت يوما عن الكتابة إليك..
وكنت أحرص على ذلك كما لو كان وردا
لا بد أن أؤديه كل يوم حتى في قمة انشغالي..
ولا أخفيك سرا..
لم أكن أعرف علة إصراري على الكتابة لك وعنك يوميا..
هل كانت العلة هي أن قلبي يتوقع أن تخرج هذه الرسائل-التي حبست زمنا-إلى النور يوما ما فتقع في يدك أو أمام ناظريك ولو صدفة فتقرأها فتندم بعدما تشعر بعظم ذنبك وفداحة جرمك في حقي وفي حق قلبي..
بعدما مات بيننا الكلام وانقطعت بنا السبل وتركتني أنت إلى غير رجعة..
أم كانت العلة أن هناك زاوية صغيرة في آخر ركن في قلبي ما زالت تأمل في عودتك يوما ما ولو على سبيل الوهم أو التوهم..
هل..وهل..وألف هل لم أجد لها تبريرا يوما ما منذ أن رحلت أنت..
حقيقة ما عدت أبحث عن تبرير..
فما الفائدة من إرهاق عقل مرهق أصلا..
وما الفائدة من إنهاك قلب معذب..
طالما النتيجة بالنهاية أنك رحلت..
المهم أنني كنت أبوح لقلمي بما يشتعل في صدري..
وبما لاينطقه لساني..بعدما تاهت حجتي وقوة بياني يوم أن تركتني..
ياااااااأنت..!!
ما عادت تسعفني حروف الأبجدية..
ما عدت أجد ما أعبر به عن وجعي الذي غطى مساحات روحي..
وما عدت قادرا على أن أتحمل أكثر..
فما كنت يوما في حياتي عابرا..
كعابر سبيل استظل بظل شجرة وقت الهجير..
ثم راح وتركها..
بل كنت لي وطنا..
اكتفيت بك عن كل الدنيا..
بنيت لك في قلبي صرحا..
وجعلت لك من روحي قلاعا تقيك الحر..
ومن عيوني حصونا تحميك من قر الزمان..
وصقيع الإنتظار..
وجعلت لك من ضلوعي رداء" يغطي كلك العاري..
فعار عليك أن تعري ستري..
وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان..
ياااااااأنت..!!
استغنيت بك عن الدنيا ووقعت الدنيا كلها من عيني يوم وقعت في حبك..
وكأني ما خلقت إلا لأحبك..
وياليتني ما أحببتك..
فقد أخذت كلي معك..
وما تركت لي إلا جبال العذاب..
وقلاع البؤس..
وميراثا من الأحزان..
يكفي لأن يشقي أهل الأرض جميعا..
رأيت فيك الجنة مرتين..
الأولى في عينيك..
التي أظنها كانت محتالة..
سرقتني بالرضا من نفسي ومن الدنيا..
والثانية في ضحكتك التي مازال صداها يملأ أذني ويزلزل كياني..
ولكنها أصبحت كالرعد القاصف..
تذهب براحتي وتخيفني كلما استرجعت نبراتها..
وعدتني بالفردوس المفقود..
وجنة كالسماء اتساعا وكالأرض براحا..
ويااااااااللأسف..
ما وجدت إلا نارا ك نار إبراهيم..
عشقتك بما يكفي أهل الأرض جميعا..
وعذبتني بما يشقي أهل الأرض جميعا..
ياااااااأنت..!!
كنت أصرخ كل ليلة..
أيها الشوق كفاك عبثا بقلوبنا..
فمن غاب عمدا لن يعود..
وما رحمني الشوق..
وما رق لحالي ذلك الحنين الأصم..
وما كف قلبي أبدا عن الألم..
كف بصري عمن سواك..
فرأيت العالم كله أنت..
ياااااه لظلمك..
أحببتك بما يكفي..
وأشقيتني بما لم تكتف معه من العبث بروحي كل حين..
يااااه لجبروت قلبك..
غبت عني جسدا..
وما فارق طيفك خيالي..
أيها الغائب..
أيها العابث بأوتار قلبي..
ألا تعلم أن الاشتياق قد حفر ضريحا في أوردتي..
ألا تعلم أن الحنين شق إخدودا في شراييني..
أيها العالق في عقلي ووجداني..
يا من صرعت قلبي وهزمتني رغم طول الغياب..
أما آن الأوان أن ترحل عني وتترك عالمي المكسور..
ودنياي التي محا غيابك معالمها..
أما آن الأوان أن أتحرر منك..
لله درك قاتلي..
لله فوضت أمري فيك..
ياااااااأنت..!!
..................
من كتاب رسائلي إليها..
...................................
وأنا على بوابة الرسالة الخامسة بعد الألف الثالثة..
لا زالت الأحرف تنزف من مداد الدم..
إليك أقول..
ما عدت أهتم بالأعداد..
ما عادت تشغلني..
لأنها لا تشكل فارقا بالنسبة لي..
فمن تنتقل حياته من حال إلى حال ..
هو من يهتم بالمتغيرات والأعداد..
أما أنا فحياتي تسير على وتيرة واحدة..
عفوا..تموت بنفس الطريقة كل يوم..
المهم ما عدت أذكر رقم هذه الرسالة في تعداد رسائلي إليك منذ رحيلك قبل خمسة عشر عاما..
فقد تعودت أن أكتب إليك كل يوم..
كما كنت أكتب إليك قبل سابق..
وأظن أن تعداد رسائلي إليك قد تجاوز ال 5000 رسالة..
فما انقطعت يوما عن الكتابة إليك..
وكنت أحرص على ذلك كما لو كان وردا
لا بد أن أؤديه كل يوم حتى في قمة انشغالي..
ولا أخفيك سرا..
لم أكن أعرف علة إصراري على الكتابة لك وعنك يوميا..
هل كانت العلة هي أن قلبي يتوقع أن تخرج هذه الرسائل-التي حبست زمنا-إلى النور يوما ما فتقع في يدك أو أمام ناظريك ولو صدفة فتقرأها فتندم بعدما تشعر بعظم ذنبك وفداحة جرمك في حقي وفي حق قلبي..
بعدما مات بيننا الكلام وانقطعت بنا السبل وتركتني أنت إلى غير رجعة..
أم كانت العلة أن هناك زاوية صغيرة في آخر ركن في قلبي ما زالت تأمل في عودتك يوما ما ولو على سبيل الوهم أو التوهم..
هل..وهل..وألف هل لم أجد لها تبريرا يوما ما منذ أن رحلت أنت..
حقيقة ما عدت أبحث عن تبرير..
فما الفائدة من إرهاق عقل مرهق أصلا..
وما الفائدة من إنهاك قلب معذب..
طالما النتيجة بالنهاية أنك رحلت..
المهم أنني كنت أبوح لقلمي بما يشتعل في صدري..
وبما لاينطقه لساني..بعدما تاهت حجتي وقوة بياني يوم أن تركتني..
ياااااااأنت..!!
ما عادت تسعفني حروف الأبجدية..
ما عدت أجد ما أعبر به عن وجعي الذي غطى مساحات روحي..
وما عدت قادرا على أن أتحمل أكثر..
فما كنت يوما في حياتي عابرا..
كعابر سبيل استظل بظل شجرة وقت الهجير..
ثم راح وتركها..
بل كنت لي وطنا..
اكتفيت بك عن كل الدنيا..
بنيت لك في قلبي صرحا..
وجعلت لك من روحي قلاعا تقيك الحر..
ومن عيوني حصونا تحميك من قر الزمان..
وصقيع الإنتظار..
وجعلت لك من ضلوعي رداء" يغطي كلك العاري..
فعار عليك أن تعري ستري..
وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان..
ياااااااأنت..!!
استغنيت بك عن الدنيا ووقعت الدنيا كلها من عيني يوم وقعت في حبك..
وكأني ما خلقت إلا لأحبك..
وياليتني ما أحببتك..
فقد أخذت كلي معك..
وما تركت لي إلا جبال العذاب..
وقلاع البؤس..
وميراثا من الأحزان..
يكفي لأن يشقي أهل الأرض جميعا..
رأيت فيك الجنة مرتين..
الأولى في عينيك..
التي أظنها كانت محتالة..
سرقتني بالرضا من نفسي ومن الدنيا..
والثانية في ضحكتك التي مازال صداها يملأ أذني ويزلزل كياني..
ولكنها أصبحت كالرعد القاصف..
تذهب براحتي وتخيفني كلما استرجعت نبراتها..
وعدتني بالفردوس المفقود..
وجنة كالسماء اتساعا وكالأرض براحا..
ويااااااااللأسف..
ما وجدت إلا نارا ك نار إبراهيم..
عشقتك بما يكفي أهل الأرض جميعا..
وعذبتني بما يشقي أهل الأرض جميعا..
ياااااااأنت..!!
كنت أصرخ كل ليلة..
أيها الشوق كفاك عبثا بقلوبنا..
فمن غاب عمدا لن يعود..
وما رحمني الشوق..
وما رق لحالي ذلك الحنين الأصم..
وما كف قلبي أبدا عن الألم..
كف بصري عمن سواك..
فرأيت العالم كله أنت..
ياااااه لظلمك..
أحببتك بما يكفي..
وأشقيتني بما لم تكتف معه من العبث بروحي كل حين..
يااااه لجبروت قلبك..
غبت عني جسدا..
وما فارق طيفك خيالي..
أيها الغائب..
أيها العابث بأوتار قلبي..
ألا تعلم أن الاشتياق قد حفر ضريحا في أوردتي..
ألا تعلم أن الحنين شق إخدودا في شراييني..
أيها العالق في عقلي ووجداني..
يا من صرعت قلبي وهزمتني رغم طول الغياب..
أما آن الأوان أن ترحل عني وتترك عالمي المكسور..
ودنياي التي محا غيابك معالمها..
أما آن الأوان أن أتحرر منك..
لله درك قاتلي..
لله فوضت أمري فيك..
ياااااااأنت..!!
..................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق