كريم خيري العجيمي
رسالة إلى امرأة مجهولة19..!!
.........................................
ولا زلت يا سيدتي..
أنا ذلك السؤال الملقى في ضلالات التيه..
حيرانا..ولا جواب
يطرق أبواب الجواب..!!
متضرعا أن تجود أبجدية العجز..
ببعض حروف كالسهام..كالحراب..!!
تخترق خاصرة الصمت فجأة من رحم الغياب..!!
فتنزف مزيجا من أنين الناي..
وبعض خرير من دمي..
ولو..
ولو على سبيل العتاب من العتاب..!!
ولا زال يا سيدتي هذا الجواب..
يشيح بوجهه إلى الأمد البعيد..
بعد الماء عن قيعة السراب..!!
ناظر غد في علم النسيان أهملوه..
وحاضر على قارعة اللظى..
كتبت عليه الأقدار..!!
مزيجا من رحى وجع..
وماض كله حطام وإنكسار..!!
في فم الجواب يا سيدتي تائه أنا..
وكلي عناوين مشردة..
ومرافئ موت..
واحتضار..!!
من أنت يا سيدتي ومن أنا..
ما أنا في شرعك إلا..
كعابر سبيل..
أو مسافر ملت من ذكره الأسفار..!!
ألجأه هجير الفلاة..
إلى شجرة أوجاع أسميتها (أنت)..
يضطجع في ظلها من وعثاء السفر..
آيسا من بلوغ المرام..
فنأت بنفسها عنه..
شحا بظلها..
وبخيلة زهورها والثمار..!!
أما أنت يا سيدتي في عرف قلبي كوطن..
عشقه مستوطنوه حد الهذيان..
عشقوا ترابه تبرا للعيون..
فعلمهم كيف تعمى العيون..
وكيف تغتالها قسوة الأحزان..
كيف يسكنها الكمد جبرا عن أهلها..
عوضا يخلفه الدمار..!!
نفاهم قسرا يا سيدتي..
وباعهم إلى زمرة العابرين..
على صراط من وجع نصبت في وتيني..
إلى زنازين الليل ودركات الظلام..
في رفقة النار والشرار..!!
بلا زاد ولا معاد..
وكل ملكهم أصفاد..
تدمي المعاصم وتنزف لضيقها الأوردة..
وتنفجر لشدة ربقتها الشرايين..
وهو في ملة هواك يا سيدتي إنتصار..!!
أليس لأجل النار يا سيدتي..
تلك التي..
تشتعل في طرف أوراقي..!!
وسهمك المشبوب وسط أحداقي..!!
أوقدت لك الشموع في أنامل كفي..
في أحرفي وفي أشواقي..!!
وحرست دمائي وهي تسيل مع نزف الدموع..
لتمتلئ بها الأنهار..!!
أليس أنا من عشق الفردوس في آتون اللهيب..
وأدمنت عشق جسده النار..!!
قاس..
قاس يا سيدتي هذا الليل..
وفي هدأته..
قاتل عمدا..
على مرأى الشجون..
حينما يأخذ من نزيف النبض لجة..
يمتطي عبابها إلى عتبات الفجر ..
يراقبه في خوف ذلك النهار..!!
عاصف يا سيدتي هذا السكون..
حينما..
يستحل من سهد الأحداق..
مطية إلى مصارع الصبح..
فأنى يكون ما لا يكون..
والصمت يجره تيار..!!
خلفه تيار للكلام..
خلفه إعصار..!!
مستبد يا سيدتي ذلك الظلام..
حينما يستبيح..
حجافل الأرق معبرا نحو الضياء..
لتنبت خلفه في كل زاوية..
من هذا الطلل المهدم آثار وأسرار..!!
و بقايا حرب معتقة في ربوع جسدي..
لا يبرأ جرح جريحها أبدا ولا يخمد الأوار..!!
يخوضها هذا الجثمان بلا عتاد..
يستنفذ وقود الأنفاس طلبا للغلس الصبي..
وهو العنفوان والغضب في أوج الفتوة..
فسبحان من أحال بنار الوجد قوة القوي ضعفا..
وجعل من استكانة الضعيف تيار غضب..
مستبدا..
والسكون في كفه جبار..!!
بالله أسألك لو أجبت..
ماذا يبقى بعد الموت..
من تاريخ ملوث بك..
إلا وشم فوق وجهي..
عار على الزمان أن يمحوه..
أيما عار..!!
وأنا باق في خلاياك..
يا هل ترى؟!..
أم..
لا يبقى أثر ولاتذكار..!!
يا أنا..
...............
..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق