عبدالزهرة خالد
بين الأمس واليوم
—————
على سريرِ العامِ الماضي
قبل أن تتساقطَ مساميرهُ اللبنية
كان قميصي المخططُ بألوانِ العشبِ اليابس
يولَدُ نوحاً بلا مخاض
أو بمشرطٍ مثلومِ الحافيتين
أراهُ يسعى مثلي
يجمعُ الخشبَ من توابيت متروكةٍ
على أبوابِ الحياةِ ويقدّ نفسه بنفسه من دبر ،
الطارقُ الكفُّ المبتور
في حربِ العربِ الأخيرة
مع البيزنطينين
قلتُ له اتركْ شأنَ الطوفان
فإنّ لا غالب اليومَ للمجذاف
سيمضي عبرَ الوديان
وتعودُ عافيةُ الرمال
تتحركُ زحفاً على الأطلال
بلا سيقان ،
فأنتَ وسنينكَ الستين
ستدقان أسفينَ الموت
بطرقٍ لا يعرفهُ البكاؤون
إلا عن طريقِ النسيان .
على سريرِ هذا العام
مزقتُ كلّ قصاصاتِ الشعر
وأعمدةِ التعبير
لم أجدْ لغةً توازي خطواتِ الريم
عند الفرار
وقلتُ مرةً أخرى سأفشل
وأحملُ حقائبَ قنوطي
لأعود للذي كانَ في الماضي الخام
لقد تدلتْ على أرصفةِ الأشهرِ الحرمِ جراحاتي
وتغنى النوّحُ في أحضانِ أمي
الجائعةِ من أصابعِ مفرداتي
دموعُ السكاكينِ تغطي قرقرةَ الأمعاء
هم قالوا لي انتصر لأمتك
وبطني مطويةٌ على ضروسي الدائمية
الضرسُ العاقلُ يحملُ القنا بلا رأسٍ مدبب
على الطغاةِ … الغزاة
نسينا أنّ بعدَ الحرب
هدنةً … قد لا تقلعُ العواصفُ الخيام
أنا الراهبُ في حي الجوع
أدقُ نواقيس الأحد
على الأريكةِ تناغي الأوجاعُ إحاسيسَ المرور
المكتظةَ بثيابِ التوسل
أعوادُ البخورِ والمناديل
تملأ زجاج النّهار ، قد يكفي عمودٌ واحد
كلّ هذا … لهذا الحدّ
معدودةٌ الحروفُ في الصحيفةِ الصباحية
لا تنشر الآن الخبرَ الصادق
فإنّهم سيرموكَ خارجَ البناية … بعيداً عن القضية ..
—————
البصرة / ٢٧-٤-٢٠١٩
بين الأمس واليوم
—————
على سريرِ العامِ الماضي
قبل أن تتساقطَ مساميرهُ اللبنية
كان قميصي المخططُ بألوانِ العشبِ اليابس
يولَدُ نوحاً بلا مخاض
أو بمشرطٍ مثلومِ الحافيتين
أراهُ يسعى مثلي
يجمعُ الخشبَ من توابيت متروكةٍ
على أبوابِ الحياةِ ويقدّ نفسه بنفسه من دبر ،
الطارقُ الكفُّ المبتور
في حربِ العربِ الأخيرة
مع البيزنطينين
قلتُ له اتركْ شأنَ الطوفان
فإنّ لا غالب اليومَ للمجذاف
سيمضي عبرَ الوديان
وتعودُ عافيةُ الرمال
تتحركُ زحفاً على الأطلال
بلا سيقان ،
فأنتَ وسنينكَ الستين
ستدقان أسفينَ الموت
بطرقٍ لا يعرفهُ البكاؤون
إلا عن طريقِ النسيان .
على سريرِ هذا العام
مزقتُ كلّ قصاصاتِ الشعر
وأعمدةِ التعبير
لم أجدْ لغةً توازي خطواتِ الريم
عند الفرار
وقلتُ مرةً أخرى سأفشل
وأحملُ حقائبَ قنوطي
لأعود للذي كانَ في الماضي الخام
لقد تدلتْ على أرصفةِ الأشهرِ الحرمِ جراحاتي
وتغنى النوّحُ في أحضانِ أمي
الجائعةِ من أصابعِ مفرداتي
دموعُ السكاكينِ تغطي قرقرةَ الأمعاء
هم قالوا لي انتصر لأمتك
وبطني مطويةٌ على ضروسي الدائمية
الضرسُ العاقلُ يحملُ القنا بلا رأسٍ مدبب
على الطغاةِ … الغزاة
نسينا أنّ بعدَ الحرب
هدنةً … قد لا تقلعُ العواصفُ الخيام
أنا الراهبُ في حي الجوع
أدقُ نواقيس الأحد
على الأريكةِ تناغي الأوجاعُ إحاسيسَ المرور
المكتظةَ بثيابِ التوسل
أعوادُ البخورِ والمناديل
تملأ زجاج النّهار ، قد يكفي عمودٌ واحد
كلّ هذا … لهذا الحدّ
معدودةٌ الحروفُ في الصحيفةِ الصباحية
لا تنشر الآن الخبرَ الصادق
فإنّهم سيرموكَ خارجَ البناية … بعيداً عن القضية ..
—————
البصرة / ٢٧-٤-٢٠١٩
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق