Translate

الثلاثاء، 30 أبريل 2019

حقيقة نشأتي.. علاء القيسي

علاء القيسي

حقيقة نشأتي
-------------------

ربما كنت متمردا بعض الشيء دون افراد اسرتي
حتى اعلن اننا يجب ان ننتقل الى دارنا الفخم في منطقة راقية وسط بغداد تليق بمكانة ابي في وقتها
فتحت عيني وهو يملك محلات في شارع الرشيد
وبيتين في منطقة البياع وسيارتين
كان ذلك في السبعينيات
هنا في هذا الزقاق ولدت وهنا كلمت دجلة وهنا لعبت
وهنا كنت احلم .
ثم رفضت الرحيل معهم ومابين عناد مني ومراضاة منهم لي
كان الحل الاوسط ان تعلن جدتي
(دعوه عندي وربما سيفهم ذات يوم وارسله اليكم)
كان قرارا صائبا وحلُ ذكي.
من امراة هي التي ربتني حقيقتا فصعب عليها فراقي
البعض يلومني والبعض فرح لي
اما انا فاني اعلنت تمردي لاول مرة بعمر٨سنوات
وكان ذلك اول بروز لشخصيتي على الاقل
فكيف اترك مكان مولدي وطيبت اهلي ومحلتي
وذاك جرف دجلة التي ارى به كل يوم شموع الخضر
عليه السلام وهي تطوف راحلتا اليه تحمل اماني وادعية ناسي واحبابي
وتلك الزوارق التي ما توقفت يوما وهي تطفو على امواج دجلة التي ساعات اغني لها وتارتا تغني لي
او اسامرها وتسامرني
نعم..حزنت..لانهم باعوا بيتنا ولكن لازلت احتفظ عند جدتي تلك الحجرة المطلة بشناشيلها على النهر في اخر الزقاق.
وما انا بمقياس لتلك الشخصيات التي عاشت بنفس محلتنا من رواد الفكر والادب والفن
فكان بيت عمارة الذي انجبه تلك الشاعرة العظيمة
لميعة خامس دار في زقاقنا.
وبيت حمودي الحارثي الفنان المبدع يطل على الشاطيء والذي عرف بمسلسل (تحت موس الحلاق)
(عبوسي).
وفي الضفة الاخرى من النهر كان يقيم سليم البصري
ذلك الفنان المبدع
وغيرهم في محلتي من مبدعين فنانين في المسرح والغناء ووو
تلك المحلة كانت رافدا لكل المفكرين والادباء
والفنانين
ومع كل هذا كنت انظر اليهم واسلم احيانا عليهم
وانا اسرد لهم تلك الترنيمات البغدادية القديمة
وان اخطأت بها صححوا لي خطأي.
الا الفنان محمد القيسي كان يقول لي وبعباراتنا الدارجة
(لك بابا روح وشوف النعيم يم اهلك متكلي شمضيع اهنا)
وهو ابن عم والدي
كنت احيانا اغضب من كلامه واشكو لجدتي
فتطيب خاطري
ايام وايام ارى اهلي قادمون احيانا لزيارتنا فاهرب
منهم ظنا مني انهم قادمون لاخذي معهم
وكان الحل ان اثابر بدراستي وانجح على الاقل كحجة لبقائي.
وبالفعل كنت متفوقا
ولاكنني عشقت تلك المكتبة في المتحف البغدادي
والتي كنت اختبأ بها
مرة سنيين
وانا في تلك المحلة حتى اكملت الثانوية واكملت معها
سيرة الملاعبود الكرخي شاعر الشعب والشعر الشعبي والامثال الشعبية
وكتب الدكتور علي الوردي
ولم انسى عائلتي فكنت اتردد عليهم باستمرار
في كل فرصة ومناسبة واخيرا اقتنعوا براي الذي اصريت عليه بالبقاء في محلتي.
ولولاها ماكتبت اليوم شعرا
واشعر حينما اغادرها قساوتا للقلب احيانا او اشبه بسمكة اخرجوها عنوتا من النهر
حتى كانت متنفس لي وكيف لا وبها سعاد التي
كانت اول عشقا زرع ونبت في قلبي
وليومي هذا اتسال اين رحلت واين اجدها وربما سنلتقي ذات يوم ونحن بعمرنا هذا واحدنا يعاتب الاخر
او نعاتب على الاقل زمننا الذي مره بسرعة.
اذن انا ابن دجلة والجسريين وابن العكد والصوبيين
وانا ابن المحلة والبيتين الذي لازلت احتفظ بواحد منه اتيه بقدومي لبغداد.
فالبساطة شعاري والبسمة رسمي وعنواني
--------------------------------------------------------
هله.هله.هله
بالجسر والمارن بيه
انا ابن دجلة وكل الخير البيه
انا ابن صوبين كرخ ورصافة
وشحلات الساكن البيه
اصبن دمع من اذكر الراحوا
وانزل اعلى الجرف دورات احاچيه
شموع الخضر هم طافت بيه
لو غيره الزمن وماعاد يمرن ليه
يكلي وين انته وذيچ الايام
بعده الناس والطبع بيهة
تشعل بالشمع بليلة الجمعة
تترجى وتريد مراد لييه
وبعده بلامنه وذاك الشبچ والصيد
وكهواي كبل والمسامر البيه
وضحكت نسيمة وعتب حميدة
وخلاتك وعماتك وچاي العصر
تشم الهيل من ذاك العكد وتجي اعليه
وبعده باب جدك والقفل مقفول
بس من يلاعبه الهوة نعرف
حضرتك جيت وحنيت
--------------------------------------------------
Alaa Alqisi....عراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق