كريم خيري العجيمي
رسالة إلى امرأة مجهولة17..!!
.............................................
إلى تلك التي..
تمزقت على أعتاب صدها حروف الرسائل..
وتبعثرت الصفحات في دروب التيه..
وانتحرت الأجوبة..
في عيون المسائل..
هذا نص رسالتي السابعة بعد العشر الأول..
ما زالت ترحل إليك على بساط الشوك..
مثل سابقاتها..
رحيل مهيض الجناح..
كطير يعشق السفر في غير موسمه..
ما زالت الأحرف تخوض لجج المداد..
تبحر في عرض المعاني..
مرهقة بلا معنى..
والدم يخالط الحبر..
فلم أعد أدري بأيهما أكتب..
أأكتب مدادا على قيد الدم..
أم أستنفذ منابع الدم لأسكب حبرا..
أ أنا الذي أكتب الأحزان والآهات؟!..!!
أم يكتب الحزن كل ما في من زفرات..!!
لا تقلقي يا سيدتي..
فالنبض يعاني فقط احتضارا صغيرا..
بحجم فاجعة الأحياء في الأموات..!!
يعاني وجعا صغيرا..
لكن لا تخافي..
هو في روعة النكبات..!!
لكنه لم يتوقف بعد..
فلا عليك..
وددت أن أخبرك يا رمز الشجون..
وال..والعثرات..
أنني ما زلت أقطع رحلة إسراء هي على أرجح الأقوال درب من دروب الضنى..
كتب على الفؤاد أن يقطع أميالها كل ليلة..
إلى محرابك..
أقيم طقوس السهد..
ومراسيم الشجن..
وأشعل مواقد الشكاية في أطراف كفي..
على وقع دقات الرعود كموعد لإقامة شعائري وميقات لنوبات جنوني المقدسة في حضرة فراغك الذي يزاحمني في الصمت في النبضات..!!
ما زلت أمتطي براق الأنين كل ظلمة..
لأنفس عني بعضك فيضا من الجمرات..!!
أو أنزع منك كلي العالق فيك رغما عني..
أو..
أو لعلني أعرج إلى دركات الخلاص..
من أسر تلك الذكريات..!!
أو أرقى درج الصمت..
لعلني أجد فسحة من سكينة..
فلا تهتمي..
ما زلت عالقا أنا يا سيدتي بمضيق الغياب..
والخوف والعثرات..!!
كيف لا وأنا لا أحمل جواز مرور..
ولا تأشيرة عبور إلى عالمك الوردي..
وردي بلون ليل الشتاء الحالك..
مورق عالمك بقدر تزاحم الورق على الأغصان في خريف لا يعرف إلى الربيع سبلا ولا طرقات..!!
أنا فقط يا سيدتي..
أكتب حروفا خائبة السبل..
عاجزة التعبير..
لأخبرك..
أن هناك بقايا أنفاس..
يضج بها صدري لأنها مدنسة في علم الهوى..
مليئة بالرزايا..
ملوثة بنسيم لا يحمل كلك إلى رئة يقتلها الترح..
وخافق يلتهمه غول الضجر..
وبقايا حلم قديم..
أن تعانق تلك الدواخل..
ذلك العطر المنسكب من طيف..
لا يعرف إلا قانون الإرتحال..
فلم يشفع فيه رجاء..
ولم يثنه أمل يستشري بالخلايا..
كهشيم تقتاته السعير..
ولم يمنعه ألم ما انفك يعصف بمساحات الروح ضيقا واتساعا..
علوا واستفالا..
ما زال يا سيدتي هذا القلم يئن من مداد الوجع..
فيملى ألما ويكتب نوتة الأحزان..
سطرا تلو سطر..
مقطعا بعد مقطع..
ولا زالت تلك النايات يا سيدتي لهول ما تلقى..
تمزق أوتارها من قسوة الألحان..
لا زالت تلك الحرقة الصغيرة بحجم حرائق الغابات..
توزع صرير العظام بالتساوي على الورق..
بعضها بنكهة القلق..
بعضها بنزق الأرق..
بعضها بطعم ظلمة الليل..
بعضها في قسوة السم حين يتغلغل في الشرايين..
بعضها بطعم مر ينفر منه عرض المحيط..
بعضها بمذاق الشجن..
فلكل جزء مني نصيب مقسوم من وطأة الخذلان..
ولا زال الدمع يلتهم تلك الأعين عقابا لأنها لا ترى سواك..
فلا تهتمي..
فما زال بها بعض دمع لم يسكب قدر له أن ينهال كالغيث..
وددت أن أخبرك يا سيدتي..
أنني..
أنني سوف أكف عن الكتابة يوما..
حين ينكسر سن المداد..
وترتعش الأنامل..
ويتعرق الكف..
وتفنى الأبجدية..
وتحترق الأوراق..
وتسافر إليك الحروف مع الرياح..
فلا يمنعها بعد..
ولا تحدها مسافات..
أما وأنا أكتبها من حرقة الضلوع..
فينطفئ بريقها وتخمد نارها قبل أن تصلك..
فلا تقلقي..
يوما ستصلك تلك الرسائل..
ويصلك معها كل شئ إلا أنا..
أما وأنا ما زلت على قيد الحياة..
على قيد الإنتظار..
فستنزوي الحروف في محراب الصبر مثلي..
تشعل قناديل البوح..
لكنه بوح أخرس..
يملأ الحنايا وجعا ولا يعرضها للعابرين..
فعهدك ما زال محفوظا..
ألا أكتبك يوما على ورق..
وألا تطلي أبدا من شرفة النظرات..!!
ولا تقلقي إن خالفتني حروفي عنوة لتفيض بك..
أو عصتني عيوني لتجهر بسر..
لطالما كتمته حتى كفر بملة الكتمان..
وأعتنق البوح..
لا تقلقي..
سيظل البوح أبكما..
والحروف سكيرة..
تترنح..
لن تصل أبدا إلى ساحات الإعتراف وهي على قيد الحياة..!!
سأعدمها رجما..
أو شنقا..
أو ربما..
سأحرق الكلمات..!!
وإن وصلت فاطمئني..
ستكون حروفا بلا معنى..
لأن المعنى سيموت معي..
حلم ولد في زمن الضياع..
ولن يولد مرة أخرى..
لتبدو لمن يراها محض طلاسم..
كتبت في زمن لم يكتب له أن يكون..
فلا عليك..
فالحلم في شرعك سيظل في طور العلق..
لن يكتب له أبدا أن يولد..
وهل كانت الولادة مرتين؟!..
فلا عليك..
فما زالت أسارير الوجود..
لم تنفرج عن ميلاد ابتسامة..
عاقر تلك الشفاة فلا تخافي..
ولكني فقط..
بحق قلب لم يتعلم في غيابك إلا اليتم..
أسألك أن ترحلي..
.........................
رسالة إلى امرأة مجهولة17..!!
.............................................
إلى تلك التي..
تمزقت على أعتاب صدها حروف الرسائل..
وتبعثرت الصفحات في دروب التيه..
وانتحرت الأجوبة..
في عيون المسائل..
هذا نص رسالتي السابعة بعد العشر الأول..
ما زالت ترحل إليك على بساط الشوك..
مثل سابقاتها..
رحيل مهيض الجناح..
كطير يعشق السفر في غير موسمه..
ما زالت الأحرف تخوض لجج المداد..
تبحر في عرض المعاني..
مرهقة بلا معنى..
والدم يخالط الحبر..
فلم أعد أدري بأيهما أكتب..
أأكتب مدادا على قيد الدم..
أم أستنفذ منابع الدم لأسكب حبرا..
أ أنا الذي أكتب الأحزان والآهات؟!..!!
أم يكتب الحزن كل ما في من زفرات..!!
لا تقلقي يا سيدتي..
فالنبض يعاني فقط احتضارا صغيرا..
بحجم فاجعة الأحياء في الأموات..!!
يعاني وجعا صغيرا..
لكن لا تخافي..
هو في روعة النكبات..!!
لكنه لم يتوقف بعد..
فلا عليك..
وددت أن أخبرك يا رمز الشجون..
وال..والعثرات..
أنني ما زلت أقطع رحلة إسراء هي على أرجح الأقوال درب من دروب الضنى..
كتب على الفؤاد أن يقطع أميالها كل ليلة..
إلى محرابك..
أقيم طقوس السهد..
ومراسيم الشجن..
وأشعل مواقد الشكاية في أطراف كفي..
على وقع دقات الرعود كموعد لإقامة شعائري وميقات لنوبات جنوني المقدسة في حضرة فراغك الذي يزاحمني في الصمت في النبضات..!!
ما زلت أمتطي براق الأنين كل ظلمة..
لأنفس عني بعضك فيضا من الجمرات..!!
أو أنزع منك كلي العالق فيك رغما عني..
أو..
أو لعلني أعرج إلى دركات الخلاص..
من أسر تلك الذكريات..!!
أو أرقى درج الصمت..
لعلني أجد فسحة من سكينة..
فلا تهتمي..
ما زلت عالقا أنا يا سيدتي بمضيق الغياب..
والخوف والعثرات..!!
كيف لا وأنا لا أحمل جواز مرور..
ولا تأشيرة عبور إلى عالمك الوردي..
وردي بلون ليل الشتاء الحالك..
مورق عالمك بقدر تزاحم الورق على الأغصان في خريف لا يعرف إلى الربيع سبلا ولا طرقات..!!
أنا فقط يا سيدتي..
أكتب حروفا خائبة السبل..
عاجزة التعبير..
لأخبرك..
أن هناك بقايا أنفاس..
يضج بها صدري لأنها مدنسة في علم الهوى..
مليئة بالرزايا..
ملوثة بنسيم لا يحمل كلك إلى رئة يقتلها الترح..
وخافق يلتهمه غول الضجر..
وبقايا حلم قديم..
أن تعانق تلك الدواخل..
ذلك العطر المنسكب من طيف..
لا يعرف إلا قانون الإرتحال..
فلم يشفع فيه رجاء..
ولم يثنه أمل يستشري بالخلايا..
كهشيم تقتاته السعير..
ولم يمنعه ألم ما انفك يعصف بمساحات الروح ضيقا واتساعا..
علوا واستفالا..
ما زال يا سيدتي هذا القلم يئن من مداد الوجع..
فيملى ألما ويكتب نوتة الأحزان..
سطرا تلو سطر..
مقطعا بعد مقطع..
ولا زالت تلك النايات يا سيدتي لهول ما تلقى..
تمزق أوتارها من قسوة الألحان..
لا زالت تلك الحرقة الصغيرة بحجم حرائق الغابات..
توزع صرير العظام بالتساوي على الورق..
بعضها بنكهة القلق..
بعضها بنزق الأرق..
بعضها بطعم ظلمة الليل..
بعضها في قسوة السم حين يتغلغل في الشرايين..
بعضها بطعم مر ينفر منه عرض المحيط..
بعضها بمذاق الشجن..
فلكل جزء مني نصيب مقسوم من وطأة الخذلان..
ولا زال الدمع يلتهم تلك الأعين عقابا لأنها لا ترى سواك..
فلا تهتمي..
فما زال بها بعض دمع لم يسكب قدر له أن ينهال كالغيث..
وددت أن أخبرك يا سيدتي..
أنني..
أنني سوف أكف عن الكتابة يوما..
حين ينكسر سن المداد..
وترتعش الأنامل..
ويتعرق الكف..
وتفنى الأبجدية..
وتحترق الأوراق..
وتسافر إليك الحروف مع الرياح..
فلا يمنعها بعد..
ولا تحدها مسافات..
أما وأنا أكتبها من حرقة الضلوع..
فينطفئ بريقها وتخمد نارها قبل أن تصلك..
فلا تقلقي..
يوما ستصلك تلك الرسائل..
ويصلك معها كل شئ إلا أنا..
أما وأنا ما زلت على قيد الحياة..
على قيد الإنتظار..
فستنزوي الحروف في محراب الصبر مثلي..
تشعل قناديل البوح..
لكنه بوح أخرس..
يملأ الحنايا وجعا ولا يعرضها للعابرين..
فعهدك ما زال محفوظا..
ألا أكتبك يوما على ورق..
وألا تطلي أبدا من شرفة النظرات..!!
ولا تقلقي إن خالفتني حروفي عنوة لتفيض بك..
أو عصتني عيوني لتجهر بسر..
لطالما كتمته حتى كفر بملة الكتمان..
وأعتنق البوح..
لا تقلقي..
سيظل البوح أبكما..
والحروف سكيرة..
تترنح..
لن تصل أبدا إلى ساحات الإعتراف وهي على قيد الحياة..!!
سأعدمها رجما..
أو شنقا..
أو ربما..
سأحرق الكلمات..!!
وإن وصلت فاطمئني..
ستكون حروفا بلا معنى..
لأن المعنى سيموت معي..
حلم ولد في زمن الضياع..
ولن يولد مرة أخرى..
لتبدو لمن يراها محض طلاسم..
كتبت في زمن لم يكتب له أن يكون..
فلا عليك..
فالحلم في شرعك سيظل في طور العلق..
لن يكتب له أبدا أن يولد..
وهل كانت الولادة مرتين؟!..
فلا عليك..
فما زالت أسارير الوجود..
لم تنفرج عن ميلاد ابتسامة..
عاقر تلك الشفاة فلا تخافي..
ولكني فقط..
بحق قلب لم يتعلم في غيابك إلا اليتم..
أسألك أن ترحلي..
.........................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق