Translate

الخميس، 25 أبريل 2019

حلَّ الربيع .. محمد الفاطمي الدبلي

محمد الفاطمي الدبلي

حلَّ الربيع


حلّ الرّبيعُ فمرحبا بِحلولهِ***وبطْرهِ الفّيّاح فوق حُــــــــــــــــــــــقولهِ

فَصْلٌ بِمَقْدَمِهِ الحَياةُ قَدِ ارْتَدَتْ***حُللَ الشّبيبَةِ في النَّهــارِ وَلَيْــــــــــلِهِ

يُغْني النُّفوسَ عَنِ الدّواءِ نَسيمُهُ***باللُّطْف والإسْعادِ عِنْدَ وُصـــــــولهِ

أَهْدَتْ لنا أَزْهارُهُ وَثِمارُهُ****خَيْراً كَبيراً منْ مَحاسِـــــــــــــنِ نُبْـــــلِهِ

والزَّهْرُ في أعلى الغُصونِ مُبَجّلٌ***أحْيا مَشاعِرَنا بِرَوْعَةِ شَــــــــكْلِهِ

فانْظْرْ إلى الفتّانِ منْ لَوحاتِهِ***واسْمعْ إلى الأطْيارِ بَعْدَ حُـــــــــــلولِهِ

فَصْلٌ بِهِ ابْتَكَرَ الزّمانُ شَبابَنا***وَتَزَيّنَتْ كُلُّ الجِبالِ بِظــــــــــــــــــلِّهِ

أَوَلمْ تَرَالسُّحُبَ الثِّقالَ بِغَيْثِها***سَقَتِ المَزارِعَ بانَّسيمِ وَطَـــــــــــــلِّهِ؟

والشّمْسُ تَرْغَبُ أنْ تَفوزَ بِقُبْلَةٍ***والغيْمُ يَرْفُضُ أًنْ يََلينَ لخِـــــــــــلِّهِ

فَصْلٌ سما بيْنَ الفُصولِ مَحاسِناً***إنَّ المَحاسِنَ تَسْتَعينُ بِفَـــــــــضْلِهِ

إنْ تَعْشَقوا فَصلاً فذا أولى لكُمْ***نِعْمَ البَهِيُّ بِحُسْنِهِ وَجـــــــــــــــمالِهِ

خَيْرُ الفُصولُ بِعِطْرِهِ وَشَبابِهِ***مِنْ كلِّ نَبْتٍ قَدْ أَطَلَّ بِبَقْـــــــــــــــــلِهِ

لَمْ تَرْضَ عَيْني غَيْرَهُ منْ مَنْظَرٍ***ولذا أرى الإحْساسَ راقَ بِفُـــــــلّهِ

كَيْفَ اتَّجَهْتُ يَهُبُّ نَحْوي سِحْرُهُ***والغَيْثُ سالَ منَ السَّحابِ بِثِــــقْلِهِ

وأرى دُروسَ العلْمِ فيهِ بَديعَةً***لبيانِ خَلْقٍ في الكــــــتابِ وَقَــــــوْلِهِ

منْ سِحْرهِ الأَذْهانُ تُشْرِقُ في الدُّجى***مِثْلَ النَّهار بنورِهِ وظِـــــلالِهِ

حَلَّ الرّبيعُ مُبَشِّراً بِطَبيعَةٍ***عَنْ أَحْرُفِ الإبْداعِ عندَ وُصـــــــــــولِهِ

وَتَجاوُبُ الأَطْيارِ فَوقَ عُروشِها***فَرَحٌ يَدلُّ على السُّرورِ بِمِــــــثْلِهِ

جاءَ الصّبا بعْدَ المَشيبِ تَجَدُّداً***والأَرْضُ في عُرْسِ الرَّبيعِ وفَصْلِهِ

يا حَبّذاكَ الفَصْلُ أَثْمَرَ غَرْسُهُ***وَنَمَتْ حُقولٌ كُلُّها بِفُلــــــــــــــــولهِ

خُضَرٌ وَقَمْحٌ والثِّمارُ تَنَوَّعَتْ***والنّاسُ تَقْطِفُ ما نما مـــــــنْ فُولِهِ

كمْ نُزْهَةٍ للعَيْنِ في جَنّاتِه***فَتَحَتْ إلى المُشتاقِ بابَ سَبـــــــــــــيلِهِ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق