Translate

الثلاثاء، 28 مايو 2019

حين اشكو .. كريم خيري العجيمي

كريم خيري العجيمي

حين أشكو للغياب..!!
............................
أمام عيوني..
يمر طيفك..
حين أشكو غيابك..
للغياب..!!
وأكتب رسالات حبي..
وأعطيها ساعي البريد..
وأظل على الربى..
منتظرا..
أن تزهر الشمس موسما..
للياسمين..
أو..
أو تنبت أرضي..
يوم عيد..!!
أو..
أو..
أعتذر..
عن التلعثم والتبثعر..
والشرود..!!
سيدتي..
هذا حالي..
حين أبحر فيك..
أحيانا أعاني التشتت..
أحيانا أقاسي التمرد..
كثيرا..
أعاني الجمود..!!
وليل مر..
وصمت..
وحنين..
وآلاف من الأوجاع..
بل مزيد..!!
وحزن عميق..
هذا جيشي..
والجحافل..
وعذابي..
باقي الجنود..!!
حين أبكي..
يضاجعني الظلام..
يسرق آخر كنوزي..
لص غادر..
يسرق مني الذكريات..
ويترك لي بعض السوار..!!
وبعض حلي من عذاب..!!
وألف ألف من قيود..!!
ماذا يبقى بالغياب؟!..!!
حين أشكو للغياب..!!
حين أتمرد..
على مملكة الهوى..
وأنشق عن جند الغرام..!!
معلنا حرب الإنكسار..!!
وقد سكرت..
حتى الثمالة والنخاع..
وتماديت كثيرا..
في عهر الشراب..!!
تبحر روحي في التغرب..
وأمخر زمنا في العباب..!!
أعشق ويل التعذب..
أبلغ حد الاغتراب..!!
ماذا يبقى بالغياب؟!..!!
حين يزمجر ذاك الخريف..
وتهاجر أوراق الشجر..
يضنيها سوط الحفيف..
ولا يبقى من هوانا..
إلا مجرد شبح..
نصف حي..
عصي..
يأبى الذهاب..!!
ولا يبقى..
إلا مجرد طيوف..
أجمعوا عليها حينا..
أنها لابد أن تموت..
واستعدوا بالجنازة..
ونصبوا لها التابوت..
وخيطوا ثوب الكفن..!!
وجهزوا..
كيف المسير..
وخلفها ألف ضحكة..
تبارك هذا الممات..
تبارك ويل الذكريات..
وخلفها جيش العفن..!!
وجهزوا كل العتاد..!!
وأعلنوا وقت الحداد..!!
ثم..
بذات المعاد..!!
تعود روحي الحالمة..
وتنخر كالسوس..
في جسد الصفوف..
ماذا يبقى بالغياب؟!..!!
أرواح..
قد توارت في الظلام..!!
تنتهي منها الحياة..
استكثروا عليها الحطام..!!
يضربها شبح التمرغ..
أدمنت عشق التراب..!!
ماذا يبقى بالغياب؟!..!!
جسد كئيب الملامح..
سموه ظلما..
بالسراب..!!
وسماء تمردت..
على سيف المطر..
تبلد بها السحاب..!!
تحاكي ليل البلادة..!!
تحاكي زمن البلادة..!!
دون رحمة..
دون شفقة..
أو هوادة..!!
وأعجب العجب..
العجاب..!!
أن يضحي التبلد..
عبادة..!!
ماذا يبقى بالغياب؟!..!!
لا زالت دولة ذكريات..
تفترش نبض الفؤاد..
تجذبني نحو الممات..
تعانق جوف الأرض حينا..
ثم..
ثم يضربها الجنون..
فترتفع..
تعلن العصيان..
فوق أطياف الضباب..!!
ماذا يبقى بالغياب؟!
بعض أوراق الشجر..!!
لابد حتما..
أن تموت..
أو ربما..
قد تنتحر..!!
على أعتاب الخريف..
وتبدو باهتة الوجوه..
وتبدو ذابلة العروق..
مكفهر وجهها..
عليها آثار المعارك..
وجسد تشوه بالحروق..
وصوت معذب بالسباب..!!
ماذا يبقى بالغياب؟!..!!
أرض قلب قاحلة..
تصدعت..
ظمأى سوداء الوجوه..
تضاجع ليل التمزق..
ويد عجزى..
يسقط منها القلم..
يغرقها برد..
التعرق..
تعاني كرة الارتعاش..
والتشتت..
والتفرق..
ماذا يبقى بالغياب؟!..!!
بعض نبت للفراغ..
ألف مهد للخراب..!!
ماذا يبقى بالغياب؟!..
تعالي حينا..
وابصريني..
عذبيني..
فقد تعودت جرعات الألم..
وأدمنت مرافقة العذاب..!!
دلليني أنت حينا..
واتركيني بعد حين..
وانسيني عاما..
وألف عام..
حين أقسو..
سوف يراودني..
حلم الإياب..!!
سوف أعيش الهرم..
حتى يعود الشباب..!!
سوف أخط في عشقك قصيدة..
وقلبي سوف يقرأها..
أيمم وجهي شطر قلبك..
وأجعل من عينيك قبلة..
وعلى راحتيك كعبة..
وفي سهم اللحظ..
محراب..!!
سوف أتعلم أبجدية حبك من جديد..
وأعاود درس الحساب..!!
وأمزق أسفار المطايا..
وأتلو تراتيل الرجوع..
وكل أوراد المتاب..!!
ماذا يبقى للغياب؟!.
طعم خمر من عيونك..
وطن تبدى في عيونك..
حلم منسكب السقاء..
حلو بطعم المدام..
لذيذ بطعم الرضاب..!!
ماذا يبقى للغياب؟!..!!
ماذا يبقى بالغياب؟!..!!
حين يقاتلني الغياب..
..........................
كلماتي إليها..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق