Translate

الخميس، 23 مايو 2019

آخر تراتيل الغياب .. كريم خيري العجيمي

كريم خيري العجيمي

آخر تراتيل الغياب..!!
*****************

شعور..!!
أشعر باليتم في ثياب السعادة..
وأشعر بالاكتمال..
حينما يتدثرني ثوب الحزن..
يعتريني شعور الوحدة..
وأنا معك..
وأشعر كأنني عالم في الغياب..
دائما تخونني الذاكرة..
لأقف مصلوبا..
هنا..
في منطقة البرزخ..
بين الذهاب فيك..
والرجوع منك..
كحالي كل ليلة..
على جدار الزمن..
أجمع بقاياي المهترئة..
وأرسم حلما..
على ضلوع الصمت..
والطبشور..
نبض حزين..
وبقايا لحن..
وصورة ممزقة..
وشذرات عطر..
تنتشر في أنفاسي..
وطيف قاتل يستلقي نصفه على ذراعي..
وينام باقيه..
بين جفوني فيمنعني الكرى..
ورحيل صغير..
كنت غرست نصله بحنايا قلبي..
وابتسمت أنت..
على أشلاء نزف قديم..
يسيل من حناياي..
أشرب كل ليلة..
حد الثمالة..
أسكر فيك لأنسى تفاصيل ألمي..
لأعود كل وقت..
وأرسم حكايا الوجع..
وأنزف روايات الأنين..
وترسم فرشاتي..
لوحات الألم..
وأرفض يوما أن أعرضها للعابرين..
لتبقى مصفوفة في خزانة روحي..
وينسكب..
من قلبي زيت الصور..
لون واحد..
أحمر..
أسم واحد..
الدم..
على جدران روحي..
ومسامات جلدي..
وبين أضلعي..
وقفت أروي حكاياي..
وأعرض لوحات الأسى..
فكفاك أنت عبثا بالفرشاة والألوان..
ولكن لا أحد يقبل على الشراء..
فاللوحة مشوهة..
والألوان قاتمة..
والحلم يصرخ..
لأنه لم يكتمل..
طالت فترة حمله..
ولم تأذن أنت بمجئ المخاض..
ولو إلى جذع ألم..
أو حتى صحراء عذاب..
تصلبني في محرابك..
لأودي بصمت..
صلوات الغياب..
وأتلو آيات الأحزان والشجوى..
أناجيك مع كل فرض ونفل..
هل من مجيب؟!..
أبكي في حضرة طيفك..
لتبتسم بقايا ذكرى قديمة..
في سخرية..
تشتاقني..
كل ليلة..
لتعود وتعانقني طويلا..
يتشبث بي شبح الغياب..
ويسكنني حينا كل ليلة..
تغسلني بقاياي..
من التمرغ في تراب خطيئتك..
وتقاسمني..
رغيف حزني..
لأطعم قلبي..
ويلات رحيلك..
وعذابات أسرك لي..
وأسقيه ليموت..
أقصد..
ليرتوي..
فيقسم..
يقسم أنه تسحر..
وأعلن الصيام..
والفطور أنت..
أشعر بالأرق لطول سنوات الصيام..
ولكن لم؟!..
لم لم تحل لي الفطر؟!..
أليس(وعلى الذين يطيقونه...............)؟!..
فالصوم فيك خطيئة كبرى..
وعقوبتها..
جفاف روحي..
وذبول وجداني..
وضمور أوردتي..
وتلاشي رغبتي بمرور الزمن..
أعلم أنك عبادة تستوجب الرهبنة..
دين يقتل أتباعه..
لكن لايحل لهم اعتناق غيره..
وصومعتك المشدودة بداخلي..
كوتر على قوس أنفاسي..
تقف هناك..
كالجبل..
ترفض أن تنهار مع مرور الزمن..
وعواصف الحياة..
طواف..
لا أدري عدد مراته..
ولا أعلم له ميقاتا..
فرضته علي..
واختفيت..
لتتركني أقاسي حرارة السعي..
بين التيه فيك..
والتيه فيك..
ولكن..
أترى لو اعتنقت غيرك..
وأعلنت ردتي..
هل..
هل ستتهمني بالكفر والإلحاد؟!..
هل ستتركني..
أحيا..
مجرد شعور..
لم يرق أبدا لمرحلة التنفيذ..
فلا تقلق..
فالبقاء فيك عبادة..
والموت فيك شهادة..
والردة عنك تطرف..
وجنون..
خرافة من خرافات الزمن القديم..
كالغولة والعنقاء..
وشبح سعادة..
ألا..
ليتني..
أيها القابع في دمي..
أستطيع أن أؤدي..
آخر تراتيل الغياب..
****************
بقلمي إليها..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق