Translate

الخميس، 30 مايو 2019

من كتاب رسائلي إليها.. كريم خيري العجيمي

كريم خيري العجيمي

من كتاب رسائلي إليها..
...............................

وهذا نص الرسالة الرابعة بعد الألف الثالثة..
إليك..
ما عدت أتذكر الأرقام..
من كثرة ما كتبت لك..
وماعدت أميز الأيام من بعضها..
فهي متشابهة..
نفس الشمس..
نفس السماء..
نفس الأحداث..
نفس البشر..
بقيت الأشياء..
ورحلت أنت..
ورحلت راحتي معك..
إلى المجهول..
ياااااااأنت....!!!!
ليتني لم أعبر إلى عالمك..
وبقيت في عينك ذلك الغريب..
فغربة قلب وسلامة روح..
أفضل ملايين المرات من قرب فيه موت وبلى..
قدمت إلى عالمك المشحون بالأحلام..
فما حصدت سوى الألم والأوهام..
قلب ممزق..
روح مشتتة ضائعة..
عين لاتنام..
عقل فقد القدرة على تمييز الأشياء..
ما بين صالح وطالح..
ما بين نافع وضار..
دخلت تلك الحرب الضروس بين عقل لايريد..
وقلب لا يستطيع أن يقاوم..
على أمل أن أسرق رغيف فرح لقلبي المسكين..
يقتات عليه فترة من الزمن..
في غفلة من عجلة الأقدار التي لاترحم..
فما حصدت إلا حفنة من التراب ذراها القدر بقسوة في عين قلبي ليكف بصري..
وما دريت أبدا ما كان جرمي..
أكان الجرم أن أحببتك أكثر من الباقيين..
فحسدت فيك منك فعاقبتني..
وألقيت روحي في جب التجاهل والنسيان..
أم كان جرمي أني صادق أكثر مما ينبغي في زمن كثر فيه الكذب فجزيت بأن أهدر دم قلبي وأوغروا صدرك علي..واتهموا في دمي ذئب الخيانة..فبعتني بالبخس إلى قافلة العزيز..
وأنت تعلم حتما أنها لن تعود يوما..
مزقت غربتي داخل نفسي نياط قلبي..
وتركت روحي خاوية على عروشها كالطبل الأجوف..
ألا أيها العابر إلى روحي في كل حين..
دون أن تملك جواز سفر..
أو تأشيرة مرور..
دون أن تملك حق اللجوء..
أسكنتك بين حنايا قلبي..
ووضعتك مني بين الجفن والعيون..
وأنت تعلم أنها أرضي وموطني..
ولكنك احتللتني احتلالا بربريا دون رحمة..
ودون مراعاة لقلبي المسكين..
ألا أيها الغريب الذي أتيت..
القريب الذي رحلت..
أما وعدتني يوما بأنك ستبقى معي..
ستمسك بيدي ولن تفلتها أبدا..
فلماذا حنثت بالوعد..
لماذا نقضت العهد..
فلماذا أفلت يدي وعمدا كان..
أم عن غير قصد؟!..
فكلاهما في الحب واحد..
النتيجة بالنهاية واحدة..
أما تعلم حرمة خيانة العهود؟!..
أما تعلم كبيرة نقض الوعود؟!..
أما تعلم؟!..
أم أغراك غيري فبعتني..
وغيرت وجهة رحلتك..
وغيرت قلبك الذي أقسمت لي يوما..
أنه لن يمتلكه غيري..
ولن يجلس على عرش ممالكك سواي..
فكان أن بعتني على قارعة الطريق..
ودون ثمن..
إلا حفنة تراب وبعض الأطمار..
التي حتما ستبلى يوما ما..
حتما.......ستبلى يوما ما..
أيها القابع هناك خلف ضباب روحي..
وتأبى باستماتة أن تغادر..
أي احتلال هذا وأي ظلم ارتضيته لي..
ترحل وما رحلت..
وتهجر وما خذلك قلبي..
وتبيع وقلبي ما زال على العهد الذي قطعه لك قبل عشرين عاما..
أما كفاك..
أما كفاك..
أما كفاك..
بالله فلترحل
بالله فلترحل..
أيها الباقي رغم الغياب..
أيها المخلد رغم العذاب..
أما كفاك..
..............

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق