تبارك الطائي في ظل التعبير
بقلم نبيل الشرع
المدى الأدبي المحترف عادة ما يحمل للمتلقي نبارسا جديدا عفويا يتجلى
( بقابيلة التعبير ) حوارا جديا حتى تستوي لدى المعنى خلايا الهدف التكويني والتدويني فنحن لدينا ثقافة فعالة ولّادة لا تبرح زمكانيات الشرح الا وتجعل من الوضع اللغوي طرازا جديرا بالمتابعة والتحليل ومن هنا ظهرت في الوسط الأدبي طاقات شاملة متحررة لا تتقيد بالكلاسيكية بل تعبر بنفسها إلى شوارع الإطلاق العملي النخبوي في مساحة النثر والتعبير السردي ومن خلال تنعيم النظر القصدي نجد احدى جزئيات هذه الطاقة لدى الكاتبة تبارك الطائي فتاة الورد التي تفسر نفسها وأحلامها للحياة نثرا كريم فتحاور المعاني بلغة الهوية العراقية الشجية وتحمل الوفرة الفكرية رغم عدم اكتمال التجربة لكن الجزالة الأدبية لديها حكمت فعالياتها النثرية والسردية ففي نصها المعنون ( مشاعر مزدهرة ) عبثت بالإنزياح عبثا منتجا فعالا من بدأ التدوين على ظل العتبة لتحيل فكرتها إلى عالم التفاؤل اولا والى بدن الشعرية الفطرية ثانيا ثم يبدأ النص بجسدة التعليلي حافلا بالرؤيا والقضايا العاطفية :
(حفنة من التراب أرميها على بذرة ما كي تنمو سعيدة ، كأس الاكتراث بما يجري في خلاياكَ الدقيقة لا يفارقني أبدًا ، صوتك الخالد في رأسي يزداد حدة يرن في أرجاء وحدتي الفسيحة)
.
هكذا تفادت صعوبة النثر العاطفي وجردت لصوتها مساحة الترف الشعري بتحويلها الفعل القصدي الى شراهة حلم :
( حفنة من التراب ارميها )
فلحظتها كيان قائم يعبر عن رغبة بالحب بعدها تفاعلها التصويري لدافع الحياة الأول تقول :
( كذلك جسدي هو فارغ تماماً كفراغ هذا العالم من طيفك الذي أبحث عنه بلا جدوى في أزقة الذات ، بيدي حفنة من ذاكرتي الحُبلى بإدمانها بك انثرها على الهواء لأراك أمامي ، أعطني هدية ما مثل باقة ورد ملموسة بأناملي لتنمو مشاعر مزدهرة أيضاً ، كلما مشيت على التراب , هيا قاتل لئلا تموت مشاعري )
رونق مدعى في زاوية البحث عن آدم القادم خيالا وواجسا وتضحية بالأنا لان الطرف الآخر سيقاتل حسب ما كونت له بيانات الكاتبة
وفي النص الثاني
هستيريا الضحك
طوحت الكاتبة باللغة في حضن السخرية الغرائبية الموجهة تقول تبارك الطائي :
اه
من تلك العتمة القاتمة
التي تراودني يومياً
في شوارع موبوءة بخارج عن
هذا الكوكب الملول
لا أحد سوف ينقذني
سأنفى حتما
العلة القلبية للضحك تعيد بناء الحدث السردي بضمنية الوحدة وبالتالي المنتهى هو النفي , وهذه اشكلة مقصودة تجبر النص على تفسيرها حتى يكتمل البناء وهذا ما جرها الى الاجمال :
اه من تلك الارضية التي
تحولت بسرعة
إلى ظلام دامس
وهاهو قد اختفئ القمر المُتلَأْلِئ
العقل الجمعي في جسد النص تحول الى وسيلة قوية تربي الشجن لانتاج الغاية مع علية الجزء المكون للقصد :
لو كل الدموع الساخنة تنفيني كلياً قبل أن تخرج من بئر الجنون الذي تسكب فيه جبال كثيرة مُرة
كمرارة فناجين القهو ة التي تحتسيني أو احتسيها ؟ لا اعرف .
بماهية السؤال المتحير تعيد تدوير الحيرة معمقة شجنها واخيرا هي لا تعرف مصير المرارة ثم تحول دفتها الحزينة الى افق الشكوى :
لم يتبقَ لي سوى
فنجان واحد
في بقايا وجودي
على سطح منزلٍ متهالك
وانا سجينة في اعماق
ذلك الخراب حجر قاسٍ
وها هو قد مضى
ترجمة للخسارة على ظل وطن يفرض عليها جريمة الخراب .
كانت تبارك الطائي في مجمل ما دونته باحثة تجهل سر فترتها الحزينة ولم تستهلك نفسها في دعوى الحزن بل شيدت مرتعا حيا لقصدها اللاشعوري فالبحث هو محور شاعرية تبارك الطائي وتكراره في النصوص يعكس الطلب الفعلي للآخر , وهكذا تكون معطيات الواقع قد اسفرت عن وهلة ادبية متميزة توظف العمل الادبي كما ينبغي مع بعض القصور التعبوي للمفردات قد يكون دافعا لشيء جديد او منحنى مستقلبي تبشر به طاقة الكاتبة الكامنة .
انتهى
بقلم نبيل الشرع
المدى الأدبي المحترف عادة ما يحمل للمتلقي نبارسا جديدا عفويا يتجلى
( بقابيلة التعبير ) حوارا جديا حتى تستوي لدى المعنى خلايا الهدف التكويني والتدويني فنحن لدينا ثقافة فعالة ولّادة لا تبرح زمكانيات الشرح الا وتجعل من الوضع اللغوي طرازا جديرا بالمتابعة والتحليل ومن هنا ظهرت في الوسط الأدبي طاقات شاملة متحررة لا تتقيد بالكلاسيكية بل تعبر بنفسها إلى شوارع الإطلاق العملي النخبوي في مساحة النثر والتعبير السردي ومن خلال تنعيم النظر القصدي نجد احدى جزئيات هذه الطاقة لدى الكاتبة تبارك الطائي فتاة الورد التي تفسر نفسها وأحلامها للحياة نثرا كريم فتحاور المعاني بلغة الهوية العراقية الشجية وتحمل الوفرة الفكرية رغم عدم اكتمال التجربة لكن الجزالة الأدبية لديها حكمت فعالياتها النثرية والسردية ففي نصها المعنون ( مشاعر مزدهرة ) عبثت بالإنزياح عبثا منتجا فعالا من بدأ التدوين على ظل العتبة لتحيل فكرتها إلى عالم التفاؤل اولا والى بدن الشعرية الفطرية ثانيا ثم يبدأ النص بجسدة التعليلي حافلا بالرؤيا والقضايا العاطفية :
(حفنة من التراب أرميها على بذرة ما كي تنمو سعيدة ، كأس الاكتراث بما يجري في خلاياكَ الدقيقة لا يفارقني أبدًا ، صوتك الخالد في رأسي يزداد حدة يرن في أرجاء وحدتي الفسيحة)
.
هكذا تفادت صعوبة النثر العاطفي وجردت لصوتها مساحة الترف الشعري بتحويلها الفعل القصدي الى شراهة حلم :
( حفنة من التراب ارميها )
فلحظتها كيان قائم يعبر عن رغبة بالحب بعدها تفاعلها التصويري لدافع الحياة الأول تقول :
( كذلك جسدي هو فارغ تماماً كفراغ هذا العالم من طيفك الذي أبحث عنه بلا جدوى في أزقة الذات ، بيدي حفنة من ذاكرتي الحُبلى بإدمانها بك انثرها على الهواء لأراك أمامي ، أعطني هدية ما مثل باقة ورد ملموسة بأناملي لتنمو مشاعر مزدهرة أيضاً ، كلما مشيت على التراب , هيا قاتل لئلا تموت مشاعري )
رونق مدعى في زاوية البحث عن آدم القادم خيالا وواجسا وتضحية بالأنا لان الطرف الآخر سيقاتل حسب ما كونت له بيانات الكاتبة
وفي النص الثاني
هستيريا الضحك
طوحت الكاتبة باللغة في حضن السخرية الغرائبية الموجهة تقول تبارك الطائي :
اه
من تلك العتمة القاتمة
التي تراودني يومياً
في شوارع موبوءة بخارج عن
هذا الكوكب الملول
لا أحد سوف ينقذني
سأنفى حتما
العلة القلبية للضحك تعيد بناء الحدث السردي بضمنية الوحدة وبالتالي المنتهى هو النفي , وهذه اشكلة مقصودة تجبر النص على تفسيرها حتى يكتمل البناء وهذا ما جرها الى الاجمال :
اه من تلك الارضية التي
تحولت بسرعة
إلى ظلام دامس
وهاهو قد اختفئ القمر المُتلَأْلِئ
العقل الجمعي في جسد النص تحول الى وسيلة قوية تربي الشجن لانتاج الغاية مع علية الجزء المكون للقصد :
لو كل الدموع الساخنة تنفيني كلياً قبل أن تخرج من بئر الجنون الذي تسكب فيه جبال كثيرة مُرة
كمرارة فناجين القهو ة التي تحتسيني أو احتسيها ؟ لا اعرف .
بماهية السؤال المتحير تعيد تدوير الحيرة معمقة شجنها واخيرا هي لا تعرف مصير المرارة ثم تحول دفتها الحزينة الى افق الشكوى :
لم يتبقَ لي سوى
فنجان واحد
في بقايا وجودي
على سطح منزلٍ متهالك
وانا سجينة في اعماق
ذلك الخراب حجر قاسٍ
وها هو قد مضى
ترجمة للخسارة على ظل وطن يفرض عليها جريمة الخراب .
كانت تبارك الطائي في مجمل ما دونته باحثة تجهل سر فترتها الحزينة ولم تستهلك نفسها في دعوى الحزن بل شيدت مرتعا حيا لقصدها اللاشعوري فالبحث هو محور شاعرية تبارك الطائي وتكراره في النصوص يعكس الطلب الفعلي للآخر , وهكذا تكون معطيات الواقع قد اسفرت عن وهلة ادبية متميزة توظف العمل الادبي كما ينبغي مع بعض القصور التعبوي للمفردات قد يكون دافعا لشيء جديد او منحنى مستقلبي تبشر به طاقة الكاتبة الكامنة .
انتهى