صرعى الجنون .. عصام الفتلاوي

عصام الفتلاوي
:: صرعى الجنون ::

قد لاح ومض سناها في العيون
وكذا برق السما عند الهتون
ينساب هائما بين الضلوع
فذاب اواره اثر تلك الضعون
وكدت اضمه بين نياط الفؤاد
رغم ان القلب يحويه حدّ الجنون
فانّ من الحب صنف يلاطف الفتى
وما سكن الحب في قلب الفتون
لكنّ صنفا فريدا له يبارح الدنا
وقليل منه ما قد يشاطر المنون
واني لست بهذا ولا ذاك انما
تجاوزت بالغرام مداد السنون
فاذا صار الفتى اسير الخيال
واكتوى بلسع الجوى والظنون
فاني كأني هويت من شاهق
فضلّ الهوى في متاهات الحصون
وبقيت شامخا جلدا لا انثني
وكلّ صبور يحز حور العيون
فلا تلم قلب هائم نابض
في طوامير من يهواه مسجون
ولا تلم من سرق القلوب فهمى
فليس كلّ سارق مصرّ او خؤون
ولا تبخس حقوق العاشقين فقد
بان سيماهم بين قلب وجبين
وان الفتى وان شاخ زمانه
 لربيع العمر يشدّه ذيّاك الحنين
فلا عجبا اذا ما جنّ جنون الفتى
فربّ حكيما اجداده صرعى الجنون
واني وان كنت في ريعان الصبا
 تعبّدت وجهك مذ سالف القرون