امال_نوار_بن_السعيد
ذات مساء والبرد يعج على ضفاف النهر ، بدأ الابيض بالسدول معلنا قدوم الشتاء ، تلبدت السماء قبل ساعات ليتساقط الثلج على نوافذ ماجدة وبيتها العتيق ذاك ..
كانت ماجدة ذات الأربع والثلاثين امراة شغوفة بالحياة ، تزوجت بحب حياتها الذي عرفته صدفة على بوابة معهدها الذي تدرس فيه الى ان تطورت علاقتهما الى الحب ثم الزواج ..انجبت منه بنتين وولد .
تناغمت فصول الحياة عليها بمد وجزر واخذت الفصول تتقلص لتصير ملخصة بفصلين..
اخذت العواصف بالهبوب والكهرباء تغمز بين الفينة والأخرى .
-الحمد لله ان لدينا ما يكفي من المازوت للقنديل والتدفئة بنبرة متذمرة .
-لطالما تنقطع الكهرباء بهذا الوقت .
-الحمد لله انها لم تمطر والا كنا غرقنا والحسرة بادية على وجهه
بعد ساعات توقف الثلج عن السقوط
قام كامل بالقيام متجها الى دولاب الملابس أخذ بعض الاوراق وكيس اسودا كان قد خبأه في الخزانة قبل ايام واستعد للخروج ...
-اين انت ذاهب بهذا الوقت ؟
-لا تقلقي ساعود بعد ساعات..لدي بعض الامور لأنجزها قال ذلك وهو عابس الوجه
اخذ السيارة وسار بسرعة عبر طريق السريع..كان الظلام قد سبق المساء بالحلول بسبب الغيوم المتلبدة والثلوج المتساقطة انحرف عند اول ناصية بجانب حانة الشراب وتوقف دخل الحانة وطلب زجاجة خمر واتجه نحو زاوية الحانة وبقي وحيدا ...بعد نصف ساعة وصل بعض الرجال الذين يبدو عليهم الشر تقدموا نحوه
جلس اثنان منهم بجانبه والاثنين الآخرين بقيا واقفان ويشهران سلاحا مخبئا تحت معطفيهما
-هل احضرت النقود. بلؤم شديد واخذ قارورة الشراب واخذ يسكب كأسا له ولرفيقه
-لا لم احضر النقود .لكني اتيت لك ببديل
وفتح الكيس امام عينيه
-هذه حلي ومجوهرات زوجتي تعادل ما تدين لي به واكثر لكني اريد الرجوع الى اللعب مجدد بالباقي وهو يحاول اعادة الامل لوضعه المزري
-ها هاها اتظن انك ستربح هذه المرة
-حسنا لك ذلك ،يمكنك العودة هذه الليلة .
السيد مالك بيك سياتي ايضا وسيجلب لنا ارباحا طائلة
- ها هاها ذاك المسكين ياتي كل خميس الينا شبه نائم ويخسر كل ما يجلبه معه بنبرة ساخرة تحدث الرفيقان وتاهبا للرحيل..
-نراك هذه الليلة لا تتاخر
وأوفِ بوعدك فخسارتك هذه المرة لن نتغاض عنها فهمت !
هز كامل راسه مطئطئا اياه
انصرف الرجلان وحارسيهما فاخذ كامل يشرب الكأس تلوى الاخرى حتى فرغت ا لقنينة الاولى ثم الثانية...
ثم قام يتمايل لا يقوى على الوقوف
رغم ذلك ركب سيارته عائدا الى بيته، قبل وصوله كانت ماجدة قد جهزت العشاء وتتساءل: اين ذهب الرجل حتى انه لم يخبرني على وجهته ؟
ووهي تهمهم متسائلة فتح الباب ودخل
-اهلا حبيبي عدت !
اين كنت ؟
-اين الاولاد ؟
هم بالغرفة يقومون بواجباتهم المدرسية
-مالامر كامل ؟
--مابك ؟ لا تقوى حتى على الحركة ؟ اقتربت لتسنده
-حبيبي لما رجعت للشرب مرة ثانية ؟
وهي في حسرة كبيرة
-لا شيء اتركيني لوحدي وجهزي العشاء
_امي امي انهينا واجباتنا ماريا ومايا مستعجلتان . اسكبي لنا العشاء
-حسنا ناديا انس وتعالا للمطبخ ساسكب لكم العشاء سويا
-عند انتهائهم اسكبي لي لانني ساخرج مجددا ! قالها وهو يحدق بالساعة
-ماذا ؟؟ لم ؟ والى اين ؟؟باستغراب شديد
-سكبت ماجدة للاولاد وبعدما انهوا العشاء غادروا الى غرفتهم للنوم ، سكبت ماجدة الطعام لزوجها ولم تتفوه ببنت شفة .
اكل كامل ما تيسر ثم وقف مغادرا.
وقفت ماجدة لتمسك بيده وتقبلها : الى اين انت ذاهب بالله عليك.
ليس لي ولا لأولادك غيرك، لما تجازف بنا بسهولة هكذا
-لا تخافي ساعود هذه المرة مجبور الخاطر
بحسرة تعلو مدامعها تنهدت ماجدة
وخرج هو مسرعا الى موعده المرجو
الساعة قاربت التاسعة مساءا.
دخل كامل الحانة كما وعد ،ووجد مالك بيك على الطاولة مع اقرانه من اصحاب المال والنفوذ.
رآه السيد خالد صاحب الحانة فتقدم اليه
-اهلا كامل ها قد جئت كنت اخالك استسلمت
ها ها ها وهو يضحك ساخرا ، تقدم كامل الى الطاولة وجلس بصمت
استمر اللعب والمقامرة ساعة وفي تلك الساعة ربح كامل مالك بيك واخذ امواله دفعة واحدة ....
بهذه الاثناء كانت ماجدة تتساءل وهي بحيرة
-اين ذهب هاذ الرجل ولماذا تأخر ؟؟
-هيا قوموا للنوم الان تأخر الوقت .
كانت ماجدة تأخذ ابناءها للفراش ، ومن ثم ذهبت الى غرفتها وحملت ملف كبير مليء بالاوراق وصور الاشعة .
ماريا الإبنة الكبرى ذات 6 سنوات كانت تعاني من الحول منذ الصغر وطلب الدكتور المعالج اجراء عملية باسرع وقت والا ستفقد بصرها .
اخذت ماجدة تتأمل الاوراق وانهمرت دموعها حسرة على ابنتها...
وتدعو الله الفرج من عنده .
استمرت هزائم السيد مالك بيك فأخذ صاحب الحانة يغمز لصاحبه ابتعدا عن الطاولة قليلا واخذا يتهامسان .
-اسمع اظن هذا اللعين سيفسد كل مخططاتنا وسيأخذ كل المال الذي تعودنا كسبه من مالك بيك
-نعم اظن الحظ ابتسم اخيرا لهذا المتشرد وسيسبب خسارتنا.
_ سنضطر لقتله واخذ المال منه...بنبرة شريرة رد صديقه
- اجل سنفعل هذا وتبسم بلؤم .
استمر اللعب لثلاث ساعات وبدأ السيد بيار يفقد وعيه من كثرة الخمر الذي يشرب ..
-هنيئا لك يا صاحبي لقد ربحت وانا مسرور لمعرفتك، تحدث وكاد يغمى عليه السيد مالك .
- اشكرك يا سيدي اظنه الحظ اخيرا ، لكم انا بحاجة لهذا المال .
انتهى اللعب قرابة الساعة 1 بعد منتصف الليل اخذ كامل المال والفرحة تغمره اخذ الهاتف واتصل على زوجته
-حبيبتي انا ساعود بعد ساعة لقد جاء الفرج اخيرا
-مالامر حبيبي اين كنت طوال هاذ الوقت
-ساشرح لك عند وصولي ان شاء الله .الأهم ان ماريا ستتعافى باذن الله .
-ان شاء الله يا رب وهي مستغربة قفلت الخط وهي على احر من الجمر تنتظر .
خرج كامل وبصحبته النقود .تفطن ان رجلي جون صاحب الحانة في تعقبه. ركب سيارته وانطلق باقصى سرعته .
-ذاك اللعين تفطن لنا وهرب
هيا لنسرع ونتبعه وانطلقا خلفه ...
انطلق كامل باقصى سرعته وصادف ان الطريق مظلم وممطر جدا لدرجة تصعب الرؤية فيه ..
انطلق الرجلان يتبعانه بسيارتهما كذلك
اخذ كامل يتكلم ويحاور نفسه
-ذاك الحقير ارسل رجاله لأخذ مالي الذي حلمت به منذ زمن.
-المال الذي سيعيد نظر ابنتي وينقذها .
يالله لم يكن لي حل غير هذا لعلاج ابنتي فاصرف عني لؤمهم وكيدهم
واخذ منعطفا عن طريقه حيث شجرة كبيرة للزيتون توقف للحظة والامطار تخف شيئا فشيئا اخذ يركض اتجاه الشجرة وصل الى جانب الحوض حفر حفرة كانت الارض مبللة فخاف. فرش معطفه ووضع كيس المال ، ثم احاطه بالمعطف مرة ثانية وغمره بالطين مجددا ثم قام .
اسرع الى سيارته وركب ثم انطلق كان يبعد عنهم دقائق تلك الدقائق كانت خلاصه منهم ....
انطلق باقصى سرعة حمل الهاتف
-ماجدة اسمعيني جيدا ولا تقاطعيني
-مالامر؟ اين انت ؟
ماذا حدث
- قلت اسمعيني .اتعرفين شجرة الزيتون بالمنعطف عند البئر؟ اسمعيني جيدا ، ان لم اعد اذهبي بالصباح الباكر واحفري بالحوض ....
ستجدين كيس المال ذاك هو تعويض ما اخذته من حليك وكذالك مبلغ لعملية ماريا ، لا تتاخري وباكرا خذي المال وغادري المدينة وساوافيك عندما اقدر .لا تقلقي
-كيف ؟لم؟ وما عساي افعل لوحدي ؟ قالت هاذ الكلام والدموع بحرقة تنسكب من مدامعها .
اقفل كامل الخط .
راحت تركض الى غرفتها وفتحت الدولاب وصندوق مجوهراتها
-ياللله !ماذا فعل هاذ الرجل ؟
-لم أخذ مجوهراتي ولم يقول انه هناك تعويض لي ومبلغ لعملية ماريا ؟؟
-يالله سترك . والفزع يملأ قلبها .
استمر كامل بالقيادة والرجلان خلفه حاولا تجاوزه لايقافه ، ونجحا بذلك .
-ايها الحقير اخرج من السيارة هيا !
اخرجه وهو يمطره باللكمات وكامل يرد فانهال عليه الثاني بالعصا حتى افقدوه وعيه فتشوا السيارة فلا مال بها
-بنبرة غضب اين المال ايها الوغد اين اخفيته
-اللعنة عليك سنقتلك ان لم تقل لنا اين هو
-لن اخبركم بشيء فاقتلوني ان اردتم
-يالك من شجاع واخذ يركله ويركله
-لناخذه الى الزعيم لينظر في امره.
قيداه ثم وضعوه بالمقعد الخلفي للسيارة وانطلقا الى الحانة
دخلا به ورموه على الارض
-هاهو ذا النذل كاد يفلت منا .
-ماذا سيد كامل ؟ الى اين يمكنك الذهاب ؟ لا يمكنك الهروب مني الى الابد ...قال ذلك وهو يطفئ سجارته
-رفع كامل راسه رغم األمه
-ماذا تريد مني ايها الجشع الحقير ؟
-لقد ابتسم لي القدر اخيرا لم كنت تحاول قتلي واخذ مالي ؟؟
ابتسم السيد جون صاحب الحانة
-اكنت تظن انك ستلوذ بالفرار بمالي ايها المقامر السكير
-كل يوم خميس ننتظر مجيء السيد مالك بيك لنسلب امواله ، وانت بفوزك عليه حرمتنا نعمة لا تعد ولا تحصى وهو ينظر بحدة .
-ذاك مالي وحقي ولن تطاله ولو اخذت روحي ..
-اسكت ايها اللعين ساقتلك واخذ يركله ويركله على بطنه..حتى نزف من فمه ...
-خذوه الى المخزن وتابعو ا ضربه الى ان يعترف اين وضع نقودي هذا السافل اللعين ..
كانت الساعة حوالي 3صباحا ماجدة تحضن ابناءها وقلبها يتقطع
-مالذي يجري ؟؟
-ماقصة حوض الزيتونة ؟؟ ولم علي مغادرة المدينة من دونه ؟؟ كل هذه التساؤلات ارهقت كاهلها ...
توقفت الامطار قبيل الفجر ، قامت ماجدة وايقضت ابنتها ماريا
-ماريا افيقي هيا .
-مالامر يا امي ؟.
-اسمعيني يا حبيبتي سأغادر المنزل فلا تفتحي الباب الى اي كان ، ساعود قريبا لن اتأخر فهمتِ
-لا تفتحي الباب مفهوم.
-حاضر يا امي لن افتح الباب ، لا تتاخري ارجوك بنبرة خوف تحاول ماريا اخفاءها .
انطلقت الام مسرعة فاستقلت عربة زوجها التي يستعملها لنقل البضائع للزبائن وانطلقت وهي خائفة مالذي يحدث مع كامل ؟ لم هاتفه مغلق ؟ ولما لم يشرح لي شيئا ؟؟؟
افاق السيد خالد ونزل الى المخزن
-انهض ايها اللعين؟ وسكب الماء على راسه انهض هيا يكفيك نوما ..
فزع كامل من نومه والدماء تلطخ وجهه
-هيا انتظر ردك اين هي نقودي ؟ فكر مليا كامل اعرف انه سيقتلني بكل الحالات لابد لي من ايجاد حل لانقذ نفسي واللحاق بماجدة والاولاد قبل وصول هؤولاء الاوباش لهم
فكر مليا ثم قال اسمع لا تكن نذلا وتعرف انني انفقت نقودي ايضا لذا لن تجازف بخسارة المال لذا دعنا نعقد صفقة .
قال هذا وهو خائف من تهور السيد خالد معه
-ها ها ها بدأت تملي على ما افعل جميل جدا وحنكتك هذه فاجاتني . وهو يتبسم بلؤم
-اذا ما تعرض على يا سيد كامل ؟
-اريد فقط ربع المبلغ لانني احتاج لاجراء عملية طارئة لابنتي .
فما رايك ؟؟
-هز السيد خالد راسه وركله مجددا ايها الحقير يمكنني قتلك واخذ كل المال منك ، لا تتحاذق يمكنني ان احرق كل عائلتك فلا تجازف معي .
-ارتعب كامل واستجمع قواه اتعرف كل هذه المغامرة قيد الدراسة وعائلتي بعيدة جدا عن هنا ولن اخسر شيئا ان قتلتني بل بالعكس انت الخاسر الاكبر وضحك ساخرا متصنعا التفوق .
-ايها اللعين أتتحداني ؟ وقام يركله ويركله
بهذه الآونة وصلت ماجدة الى شجرة الزيتون الكبيرة ، نزلت من سيارتها واقتربت اكثر اخذت تحفر بحوض الشجرة فشيئا فشيئا برز لها المعطف ، اكملت الحفر وهي تلتفت يمينا وشمالا خوفا سحبت المعطف والكيس واحتضنتها وتوجهت عائدة الى بيتها ..
فور وصولها فتحت الكيس وفوجئت بذاك المبلغ من المال مع رسالة من زوجها ...
حبيبتي كنت اخطط لهاذ الامر منذ زمن وكنت كل مرة افشل الى ان فقدت كامل نقودي ، اسف انني اخذت حليَّك وسددت دين القمار الذي علي لانه في كل مرة لم يحالفني الحظ ...
ان وجدت رسالتي هذه يعني ان المال معك. هو تعويض لمجوهراتك التي سلبتها منك ومستحقات عملية ابنتنا ، نعم ستعود ماريا الى الرؤية مجددا من دون نظارات وستكبر من غير الضحكات الساخرة على نظاراتها ولن تموت باذن الله ستصبح حبيبتي طبيبة عيون كما تحلم دائما ان تكون ، سامحيني ان لم اعد .الأهم عندي انك ستنجين واولادي ولتتذكري كم احبكم ...
حبيبك كامل .
كانت ماجدة تقرأ بحرقة وتبكي دون توقف وماريا تهدئ من روعها
-مابك يا امي ؟ مالامر ؟ لم تبكين؟
وما في هذه الرسالة ومِن مَن هي ؟
-لا شيء حبيبتي وهي تكفكف دموعها لا تقلقي انا بخير ، اذهبي وايقظي اخواك هيا سنغادر بعد ساعة ..
الى اين امي وماذا عن ابي ؟باستغراب كبير تكلمت ماريا
-لا تخافي حبيبتي سيوافينا ابوك متى انهى اشغاله هنا.
هذه الآونة استسلم السيد جون لحنكة كامل وقبل الصفقة لجشعه
-اذا كيف احصل على مالي ؟ تكلم السيد خالد مع كامل بنبرة حادة
-حسنا يجب ان تثق بي سيد خالد،
أملي هو علاج ابنتي فقط فاتركني وسنلتقي انا وانت فقط وبهذا ستأخذ مالك وانقذ انا ابنتي.
ما رايك ؟
- وما يضمن لي انك لن تخونني وتهرب ؟ بنبرة حادة قال السيد خالد
-لا داع لذلك فانا سآخذ حاجتي من المال فلست بذاك الجشع اريد انقاذ ابنتي وفقط .
-حسنا سامنحك 12 ساعة منذ الان ، الساعة الان 8 صباحا حوالي الثامنة مساءا اتصل وحدد لي اين نلتقي ولا تحاول الهروب لان رجالي سيرافقونك كظلك .
-انصدم كامل وقال في نفسه كيف ساهرب من بين ايدهم ان كانوا يتتبعونني ؟
-لا ترسل احدا يتعقبني لان الشرطة تراقبني منذ مدة . ستقع في شبهات وتخسر بالمقابل صمعتك المزعومة قال كامل هذا مراوغا السيد خالد
-حسنا ايها النبيه سأقتلك ان لم تجلب نقودي افهمت ؟
فك قيوده وقال: اِنهض انتظر اتصالك بالمساء فلا تعجِّل بآخرتك ..
فرح كامل وهو يحاول الاتكاء على اطارات سيارة مهملة بالمخزن وقف وبدأ التقدم بهدوء من دون ان يلتفت وانطلق خارجا .
في جهة اخرى حزمت ماجدة حقيبة بها بعض الملابس وأوراق اِبنتها اللازمة وانطلقت صوب محطة القطار لتقلع الى مسقط راسها اين تعيش اختها سمية ..
في نفس الوقت اخذ كامل هاتفه واتصل
-رن هاتف ماجدة :
كامل اين انت ؟ طمني عليك ؟ اين انت ؟
-اسمعيني اين انتِ ؟
-احاول السفر الى سمية اختي .
-رائع !اذهي وسأوافيك بعد ساعات
-كامل اياك والتورط بمشاكل ارجوك عد لنا سالما .
-لا تخافي ساعود باذن الله المهم ان تسافري الان
-حسنا سننتظرك حبيبي
-بامان الله
اقفل كامل وتوجه الى منزل صاحبه ضابط شرطة واخبره عما حدث له عاب عليه مشاركته في القمار والتورط مع هذه العصابة ثم اقترح عليه ان يخبره بمكان الموعد وان لا يخاف من شيء .
مرت ساعات واتى المساء وصلت فيها ماجدة عند اختها ولم تعرب لها عما حدث فقد ادعت انها زيارة تفقد لأحد الدكاترة بشان ماريا
صارت الثامنة ليلا امسك كامل الهاتف واتصل بالسيد خالد
-مساء الخير سيدي انا عند وعدي وافني الى الكوخ المهجور قرب سكة الحديد القديمة
-حسنا ساكون هناك بعد نصف ساعة فلا تتاخر ولا تتحاذق معي والا ستندم
اقفل كامل الخط وجهز نفسه لما ينتظره بعد هذا اللقاء
وصل السيد خالد الى محطة القطار القديمة فاذا به يجد كامل قرب الكوخ تقدم نحوه وهو محترس ان يكون هناك كمين ما
- هات المال هيا !
-هيا لندخل ونتحدث داخلا .
دخل الاثنان الكوخ وبدأ كامل يسحب الكلام من السيد خالد
-لم يستولي عليك الجشع هكذا رغم ان ما يدره عليك الكوكايين لا يعد ولا يحصى ؟
-ما دخلك انت بتجارتي اعطني مالي ودعنا ننصرف ايها الاحمق اللعين .
- حسنا لك ذلك لكن ماذا عن صفقة الماس التي وعدتني بان اكون طرف فيها؟؟
-انس الامر الصفقة لا تعنيك ايها المتخاذل ، في منتصف الليل التسليم ولن تكون ضمن فريقي لانك ضعيف القلب ...يقامر لاجل ابنته المريضة وقهقه ساخرا.
- على الاقل انني اخطط لكل اموري قبل المضي فيها وابتسم كامل وفي ذلك الحين خرج من بين خرداوات الكوخ ضابط الشرطة علي.
-ارفع يديك يا سيد خالد لقد وقعت اخيرا ، لطالما كنا نتعقبك لكن لا دليل ابدا ضدك.
-ايها العين خدعتني ؟ كيف لك ان تجرأ على ذلك ؟
-ارفع يديك سيدي والا اطلقت النار
-ستدفع الثمن غاليا يا كامل
واشهر سلاحه بوجه الضابط ليقتله فسبقه هاذا الاخير وأرداه ملقى على الارض بإصابته على كتفه ، أسرع كامل وأخذ سلاحهه منه وقيده
وفي تلك الآونة تكلم السيد خالد
-ليس لدي شيء ضدي ها هاها سانتقم منك اشد انتقام
-لا تتامل كثيرا فما رايك بهاذا ورفع كامل هاتفه الذي كان على منصة قرب النافذة اين كانا واقفين يتحاوران ..
-كنت تسجلني ايها اللعين ؟ ساقتلك واخذ يحاول ركل كامل امسكه الضابط وقاده الى مركز الشرطة واخذ منه المعلومات عن صفقة الماس والمخذرات بالقوة واصبح كامل طرفا مساعدا للشرطة وتم تكريمه ومنحهه مبلغا رمزيا جراء تعاونه وبذلك كسب مالا حلالا .
وحكم بالمؤبد على السيد خالد واعوانه بالاعمال الشاقة واقفلت الحانة التي كانت وكر تهريب للمخذرات بانواعها .
وصودرت اموال القمار.
عاد كامل الى منزل اخت زوجته والارتياح يغمره ثم عادا لبيتهما وعادت الطمئينة الى حياته اخذ مال القمار ذاك الذي حصله من لعبه مع السيد متلك بيك وسلمه الى الشرطة لينهي بذلك اللحظات السوداء التي كان عالقا فيها تحت وطاة الخمر والقمار.
واقلع عن الشرب نهائيا وعداً منه لابنائه وزوجته بحياة كريمة .
باع المنزل القديم وترك المدينة وسافر مع عائلته الى مدينة اخرى هناك بدؤوا من جديد وأجريت العملية لماريا بالمبلغ المهدى من طرف الشرطة وكانت تلك بداية الانفراج .
عادت العافية لها واتمت دراستها بنجاحات متوالية هي واخوتها.
بعد سنوات أكملت دراستها لتتخصص بطب العيون وتتخرج هي واختها مايا ويصبح انس طيارا محترفا على اشهر شركات الطيران ...
مرت السنوات ..وتحققت الاحلام عمت السعادة بعد عواصف وفصول حياة متقلبة وابتسم القدر اخيرا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق