Translate

الاثنين، 25 مارس 2019

تعاقب الكوارث على العراق .. الكاتب رعد الكرعاوي

رعد الكرعاوي ..
تعاقب الكوارث على العراق




تتعاقب الكوارث على العراق وكانه ارث يحبو خلف العراقيين بالفواجع ومااشبه اليوم بالبارحه حيث اننا  لانتخذ من هذه الكوارث اي درس فقد اصبحوا المارقين والسراق يضللوا على الكارثه بكارثه اخرى ليضيع الحق وتششت الافكار واليوم لكم وجه الشبه بين فاجعة الشطره سنة 1962 وفاجعة الموصل سنة 2019 وماكان بينهما كان اشد واوجع

فاجعة الشطرة
من هنا نبدأ:
من القصص المأساوية التي تحتفظ بها ذاكرة الناصرية قصة غرق سيارة تقل عددا من طالبات ذهبن في سفرة مدرسية يوم الجمعة 28/ 12/ 1962 من الشطرة إلى سوق الشيوخ الطالبات من مدرسة العفة للبنات كان السائق هو خضير ناهض من مواليد ألشطره 1927 أحد قدماء السواق وسيارته ( volvo) خشبية ومعه مساعده السكن
وأول من حضر قرب بوابة المدرسة عاملة التنظيف الفراشة ترفة والفراش علي فوحة الذي قام بشد الأبواب بالحبال من باب الحرص والخوف على الطالبات !! وحضرت المعلمات والطالبات وانطلقت الرحلة من الشطرة إلى الغراف فالناصرية وهناك نزلت احدى المعلمات بلقيس هويدي من الباص بسبب وعكة صحية ألمت بها وقررت أن تذهب الى بيت عمتها في الناصرية.
استمرت رحلة الموت والطالبات بحالة فرح وبهجه حتى وصلت الى قضاء سوق الشيوخ قبيل الساعة 10 ثم إلى الجسر الخشبي القديم والمسمى جسر البطاط والذي كتبت على بدايته لوحه (انتظر اشارة العبور .الجسر يتحمل طن واحد فقط) أي كان يجب نزول الحمولة وكان يجب ان ينتظر كل سائق دوره في العبور لكي يعطى اشاره من قبل الجسار الموجود في الضفه الاخرى من الجسر والذي فعلا اعطى اشاره للسائق بالرجوع الى الخلف والتوقف دون جدوى فقد كانت هناك سياره تتقدم الى الضفة الاخرى من نهر الفرات عبر الجسر وحينما وصلت إلى منتصف الجسر دخلت سيارة مدرسة العفة وتقدمت رغم أن الجسر لا يتحمل سيارتين وهذا مايدل ان الانضباط وللأسف بكل الاوقات كان معدوم فقد تعجل  السائق كما ان المديرة اصرت على عدم نزول الطالبات خوفا عليهن من مياه الفرات وهناك وفي منتصف الجسر بدأ السائق يسمع اصوات تقطع الحبال ودخول المياه الى مقدمة السيارة حاول اعادتها الى الخلف والى الامام دون جدوى لقد حلت الكارثة.
بدأت السيارة بالدخول إلى الماء حالة رعب حصلت تمكنت الفراشة ترفة ومعها اربع طالبات والمعلمة سعاد عبد الرزاق الصيدلي من السباحة والنجاة إلا أن المعلمة سعاد عادت إلى النهر لكي تبحث عن اخيها علي داخل الباص الغاطس من المقدمه والوسط لكنها غرقت معه
تقافز شباب سوق الشيوخ إلى النهر في محاولات لانقاذ من يمكن انقاذه من الأحياء وانتشال جثث 42 ضحية بين طالبة ومعلمة كل هذا حصل في ( 27 ) دقيقه فقط وانتهى كل شيئ .
كان يوم الجمعه المصادف 28-12- 1962 سجل فيه ابطال واهالي سوق الشيوخ سطورا ناصعه من المواقف الانسانية والاستبسال رغم برودة المياه واجواء الشتاء واستمرت النداءات في الجوامع والاسواق واستنفرت القائمقاميهة والبلدية والشبيبة الديمقراطيهة والمجلس البلدي ونودي على النجارين حيث لم تكفي توابيت المدينة المتوفرة كذلك فتح القماشون دكاكينهم لتوفير الاكفان واصحاب السيارات الكبيرة والصغيرة لنقل الجثامين لى الطبابة العدلية في المستشفى الجمهوري في الناصرية والذي هو كان اسمه الملكي ويقع في شارع الحبوبي الان وقد سجل دور وموقف رائع للمضمد في العمليات الكبرى سليم نعيمه الشطري والمضمد محسن عبد علي الشرطي في الاستقبال .
وصل الخبر الى الشطرة عن طريق الهاتف حيث اتصل صاحب مكتبة في سوق الشيوخ مع عبد الحميد ناصر ابو الجرايد وضجت الشطرة وهرعت الناس الى الناصرية  ثم اتجهت الجنائز الى وادي السلام في النجف الاشرف يرافقها قائمقام الشطره عبد الرزاق الحبيب.
استقبلت المدينه المفجوعه وفودا من الحكومة وكنائس بغداد وزعيم طائفة الصابئة المندائيين وممثل زعماء الكرد في الشمال.مع وفد من شيوخ ربيعة، وقد تم تسليم رسالة تعزية من الزعيم عبد الكريم قاسم قرأها خالد عبد الحسين عريف العزاء الرئيسي في الجامع العثماني الكبير.
كما نظم عدد من الشعراء قصائد في تلك المناسبة المفجعة، التي لا زالت في الذاكرة رغم السنوت، وصارت قبور الطالبات علامة يستدل بها اهل الشطرة لدفن موتاهم في مقبرة وادي السلام.
فتعاقب الحوادث تحثنا بلبحث عن الكم الهائل من الكوارث التي مر بها المواطن العراقي وبدن اي درس لكي ننهض به لهذا قررت الكتابه عن هذه الحادثه التي لن تزول من الذاكرة العراقية

ملاحظه :
ان الاسماء المذكوره وبعض المعلومات قد استعنت بها من الباحث غسان شلاش الشطري مورخ وهو اقدم مؤرشف من محافظة ذي قار

رعد الكرعاوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق