كريم خيري العجيمي
صحيفة نازفة..!!
......................
بقيت الجروح..
وذهب من تركوها..
ولو عاد الزمان إلى الوراء يوما..
لتمنوا أنهم ما أحدثوها..
غير عاتب أنا على بشر..
ولا على زمان غير جلده وتنكر لسرعة ألفتنا..
وطيب معشرنا وحسن نوايانا..
ولكن يا سيدتي عاتب أنا على نفسي..
عاتب على قلب شديد التعلق..
زرع حديقة الآمال يوما في عينيك..
وانتظر أن تحمل الريح غيمة سماء فيها ملامحك لتسقيها..
لا زال يرى كل الوجوه أنت..
وكل الأماكن نتاج عطرك..
وكل الفراغات يملؤها غيابك..
فلا مكان فيها رغم الغياب لسواك..
وكل الأرائك الفارغة ستضمك يوما من جديد..
ليولد ذلك الصبح البعيد من رحم الليل البهيم..
بعد أن ملأ الوجع تراتيل الفجر فوق المآذن..
ويحبو العيد إلى ديار تسكنها الذكريات منذ سنوات كثر..
بعد صيام لزم خافقي منذ أن ضرب إعصار الرحيل شواطئ السكينة في داخلي فبعثرني..
مكسور وجه الصبح عند حد المرايا..
لأرى وجهك وفقط ملأ المساحات الممتدة من الأشواق في بنياني كأنما حفر داخلي أو نقش نقشا لا يمحى ولا يطمر..
أصنع من حكايا ذلك الزمن البعيد متكئا أؤنس به وحدة طالت أياديها وامتدت في ربوع وجداني..
وعلى هوية المجهول..
لا زلت أرتشف بقايا كأس من صبر..
أعالج الضجر بالبحث في فيافي اللهفة..
علي أحظى ببعض أثر..
ينضح كل ما في بك..
أكتم سرك عن الورى وتأبى جوانحي إلا أن تبوح..
وقد أحدث الفراق في الفؤاد شروخا لم يعالجها مضي الزمن قدما..
ولا تبرأ من قدم الحدث مظنة النسيان تولد ذاكرة تأباه عند كل شروق لأحمل الذكريات كوشم على الجدران لا يزول..
يقول بعضهم أن الحزن يولد كبيرا ويتضاءل مع الوقت..
وأقول لهم كاذبون أنتم وكل ما ادعيتم محض افتراء وضلالات..
فكيف يحكم على التجربة من لم يجرب؟!..
كيف يؤسس القاعدة من لم يقف عند حد المعطيات حتى..
كيف يكون ذلك والحزن يزداد كل يوم في ضلوعي حتى مزق باق باقيها..
وكيف به ومساحته تتسع كل يوم لتفترش ما بين الثريا والثرى..
لا زلت أنا أبرئ ساحتك وأتهم نفسي..
وأنسب لروحي جريمة التلاشي فيك حد العدم..
فقد ارتضيتك يوما وحدة واتحاد..
لا زلت امتثل لمحاكمة قاضيها أنا وجلادها أنا..
ومتهمها أنا وجريمتها حب حد الوجع..
حد المرض..
حد الهلكة..
ورفض حد الإباء..
أنزف كل يوم حروفا بمقدار ولادة أبجدية كاملة من آهة مكتومة..
فكم تكون حروفي؟!..
وكم صارت أبجديات الوجع فيك ومنك؟!..
تاهت الأعداد واستعصى العد..
فقد جاوز المعدود حد التعداد..
وأسرف في تكرار فعلته حد الإدمان..
وبلغ الصبر عتيا..
وبات ليكفر بجزاء الإنتظار..
ليس نكرانا ولا ردة..
بل يأسا وأي يأس..
عابس وجه زمان اختطف مجرد انفراجة الشفاة بابتسامة يلوح طيفها في أفق آبق..
ليسرقها جورا وافتراء"..
ويمنحها لمن مزق الضحك شفاههم..
ثم يدعي أننا نسبه إذا اعترضنا..
ونحن يا سيدتي لا نعترض..
فقد صارت الأحزان حكرا علينا..
سجلت في التاريخ باسماءنا وصفاتنا بل وذواتنا..
سيقال يوما..
أن وجوهنا مطبوعة على معابد الحزن ومحاريب الألم..
وأن الحزن مطبوع في ملامحنا وتقاسيم وجوهنا..
بل وأكثر من ذلك محفور في دواخلنا..
وسيقال في التاريخ أن هذا الحزن ماركة مسجلة كملكية دائمة لخافق ولد على راحته..
وسيموت يوما بين ذراعيه..
فلا بأس..
فلأن نموت بميراث خيرا من أن نموت عرايا..
دامت سعادتك سيدة البهجة وربة الألم..
يا من تبتهج ملامحها على جثة الأحزان..
ولا ضير عليك..
فنحن في زمن المرارة والخذلان..!!
رفع القلم..
والصحيفة نازفة..!!
أبعد التنائي يكون اللقاء؟!..
والقلب يرجف والبقايا خائفة..!!
والليل إستطال حد السماء..
والثرى يموت..
والثريا عازفة..
والريح تعوي كألف ذئب..
والصوت بح..
والصمت رعد والهدوء عاصفة..!!
فلا عليك..
................
صحيفة نازفة..!!
......................
بقيت الجروح..
وذهب من تركوها..
ولو عاد الزمان إلى الوراء يوما..
لتمنوا أنهم ما أحدثوها..
غير عاتب أنا على بشر..
ولا على زمان غير جلده وتنكر لسرعة ألفتنا..
وطيب معشرنا وحسن نوايانا..
ولكن يا سيدتي عاتب أنا على نفسي..
عاتب على قلب شديد التعلق..
زرع حديقة الآمال يوما في عينيك..
وانتظر أن تحمل الريح غيمة سماء فيها ملامحك لتسقيها..
لا زال يرى كل الوجوه أنت..
وكل الأماكن نتاج عطرك..
وكل الفراغات يملؤها غيابك..
فلا مكان فيها رغم الغياب لسواك..
وكل الأرائك الفارغة ستضمك يوما من جديد..
ليولد ذلك الصبح البعيد من رحم الليل البهيم..
بعد أن ملأ الوجع تراتيل الفجر فوق المآذن..
ويحبو العيد إلى ديار تسكنها الذكريات منذ سنوات كثر..
بعد صيام لزم خافقي منذ أن ضرب إعصار الرحيل شواطئ السكينة في داخلي فبعثرني..
مكسور وجه الصبح عند حد المرايا..
لأرى وجهك وفقط ملأ المساحات الممتدة من الأشواق في بنياني كأنما حفر داخلي أو نقش نقشا لا يمحى ولا يطمر..
أصنع من حكايا ذلك الزمن البعيد متكئا أؤنس به وحدة طالت أياديها وامتدت في ربوع وجداني..
وعلى هوية المجهول..
لا زلت أرتشف بقايا كأس من صبر..
أعالج الضجر بالبحث في فيافي اللهفة..
علي أحظى ببعض أثر..
ينضح كل ما في بك..
أكتم سرك عن الورى وتأبى جوانحي إلا أن تبوح..
وقد أحدث الفراق في الفؤاد شروخا لم يعالجها مضي الزمن قدما..
ولا تبرأ من قدم الحدث مظنة النسيان تولد ذاكرة تأباه عند كل شروق لأحمل الذكريات كوشم على الجدران لا يزول..
يقول بعضهم أن الحزن يولد كبيرا ويتضاءل مع الوقت..
وأقول لهم كاذبون أنتم وكل ما ادعيتم محض افتراء وضلالات..
فكيف يحكم على التجربة من لم يجرب؟!..
كيف يؤسس القاعدة من لم يقف عند حد المعطيات حتى..
كيف يكون ذلك والحزن يزداد كل يوم في ضلوعي حتى مزق باق باقيها..
وكيف به ومساحته تتسع كل يوم لتفترش ما بين الثريا والثرى..
لا زلت أنا أبرئ ساحتك وأتهم نفسي..
وأنسب لروحي جريمة التلاشي فيك حد العدم..
فقد ارتضيتك يوما وحدة واتحاد..
لا زلت امتثل لمحاكمة قاضيها أنا وجلادها أنا..
ومتهمها أنا وجريمتها حب حد الوجع..
حد المرض..
حد الهلكة..
ورفض حد الإباء..
أنزف كل يوم حروفا بمقدار ولادة أبجدية كاملة من آهة مكتومة..
فكم تكون حروفي؟!..
وكم صارت أبجديات الوجع فيك ومنك؟!..
تاهت الأعداد واستعصى العد..
فقد جاوز المعدود حد التعداد..
وأسرف في تكرار فعلته حد الإدمان..
وبلغ الصبر عتيا..
وبات ليكفر بجزاء الإنتظار..
ليس نكرانا ولا ردة..
بل يأسا وأي يأس..
عابس وجه زمان اختطف مجرد انفراجة الشفاة بابتسامة يلوح طيفها في أفق آبق..
ليسرقها جورا وافتراء"..
ويمنحها لمن مزق الضحك شفاههم..
ثم يدعي أننا نسبه إذا اعترضنا..
ونحن يا سيدتي لا نعترض..
فقد صارت الأحزان حكرا علينا..
سجلت في التاريخ باسماءنا وصفاتنا بل وذواتنا..
سيقال يوما..
أن وجوهنا مطبوعة على معابد الحزن ومحاريب الألم..
وأن الحزن مطبوع في ملامحنا وتقاسيم وجوهنا..
بل وأكثر من ذلك محفور في دواخلنا..
وسيقال في التاريخ أن هذا الحزن ماركة مسجلة كملكية دائمة لخافق ولد على راحته..
وسيموت يوما بين ذراعيه..
فلا بأس..
فلأن نموت بميراث خيرا من أن نموت عرايا..
دامت سعادتك سيدة البهجة وربة الألم..
يا من تبتهج ملامحها على جثة الأحزان..
ولا ضير عليك..
فنحن في زمن المرارة والخذلان..!!
رفع القلم..
والصحيفة نازفة..!!
أبعد التنائي يكون اللقاء؟!..
والقلب يرجف والبقايا خائفة..!!
والليل إستطال حد السماء..
والثرى يموت..
والثريا عازفة..
والريح تعوي كألف ذئب..
والصوت بح..
والصمت رعد والهدوء عاصفة..!!
فلا عليك..
................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق