يا اخت حواء .. علي محمد النصراوي

  علــي محمـــد النصـراوي

يـا أخــــتَ حــــــواء

***************************

  وتـركـــتُ روحــي فـي رياضِـــكِ لاهيَـــه ..

      وقطـــافُ أشجــاري لعينِــــكِ دانيَــــــه

  وكتبــــتُ آهاتــــــي إليـــــكِ قوافيــــــــاً ..

      مـن غيـــرِ آهِــــكِ لا تُطـــاوعُ قافيَـــــه

  فعشقــــتُ عينــــي فـي هـــواكِ لأنّهــــا ..

     ضمتْـــــكِ طيفــــاً لا يغيــــبُ لثانيَــــــه

  وبحـثــتُ عنّــي فـي مـرايـــا صفحتــي ..

    فوجدتُنـــي اللحـــنَ الطّــروبَ بساقيَـــه

  فأنــا القـريــضُ وكـلُّ لحـــنٍ في فمــي ..

     عــرسُ الكواكــبِ في الليالـي الشّاتيَـــه

  وأنـــا القصيــــدُ إذا توثّــــبَ حـرفُـــــهُ ..

      تـــركَ النّجــــومَ بسحـــرِهِ مُتصابيَـــــه

  هـــذا فـــؤادي فـي هـــــواكِ موحّـــــدٌ ..

     فالشّـركُ شــركٌ لا تُعـــــدُّ مساويَـــــــه

  إنْ تـرفقــي فالوصــلُ منــكِ سجيّــــــةٌ ..

      والصّــــدُّ كفـــــرٌ في الحســابِ سواسيَـــه

  فـإذا رَوَيْــــتِ رَوَيْــــتِ قلبـــاً ظامئـــــاً ..

      وإذا وردتُ وردتُ عينـــــاً صافيَــــــــه

  فـدعــي ربايــا الصّــدرِ مـرفـأَ رحلتــي ..

     لأَحـــطَّ رحلــــي كالعقــــابِ بـرابيَــــــه

  يـا أخــتَ حـــوّاءَ انْصفـي في عفّـــــــةٍ

    قلبــي ، فـروحــي في قضائِــكِ راضيَـــه

  يـا هـــذهِ فَقَـــــدَ الـزّمــــانُ بـريقَـــــــهُ ..

    أسفــاً ، كمـــا فَقَـــدَ الوجـــودُ معانيَــــه

  وتصحّـــرتْ فيـهِ العقـــولُ وعـــاودتْ ..

    مـن غيــــرِ رشــدٍ للسّقيفــــةِ ثانيَــــــه

  فكــأنَّ تأريـــخَ العـروبـــــةِ مِـرْجَـــــلٌ ..

    للـذّبــــحِ لا يُبقــــي لأصــــــلٍ باقيـــــــه

  ما خلــتُ أنَّ الـدّيــنَ يصبــحُ عــــورةً ..

     لا ثــوبَ يستـرُهـــا ولا هــيَ خافيَـــــه

  فالجهــلُ أحكـمَ قبضتَيْــهِ على الــورى ..

   وخيوطُـــــهُ بيـــنَ الشّـريعـــةِ ساريَـــــه

  يجتـــرُ مـن سقـــطِ المتـــاعِ متاعَـــــهُ ..

    ويعـــــودُ من بعـــدِ المــروقِ كـداعيَــــه

  يقتــــاتُ من زَبَـــــدٍ تقـــادمَ عهــــــدُهُ ..

    فبــــدا كَـسهْـــمٍ قـد أضــــلَّ مـراميَـــــه

  إنْ قلـــتُ نعــــمَ الـوردُ بـــتُّ بغصّــــةٍ ..

      أو قلـــتُ لا ، قالــوا كفـرتَ علانيَــــــه

  فكأنّمـــا تلــكَ الفــــروعُ لأصلِهـــــــا ..

       وكأنّمــــا ســـننُ الخـــوارجِ جاريَــــــه

  قـد طلّقــــوا ديـــنَ الإلـــــهِ جهالـــــةً..

      وسفاهــــــةً تســـري بنـــا للهاويَـــــــه

لـو أنَّ ديــنَ القــــــومِ يهــــدي للهــــدى

       لَـوجـدتُ في تـركِ الهدايـــةِ عافيَــــه

**********************************